settings icon
share icon
السؤال

لماذا يجب أن أصبح مسيحيًا؟

الجواب


كل الأديان الكبرى في العالم تشترك في مبدأ أساسي، وهو وجود آلهة أو كيانات أعلى أو حالات وجود تتطلب من المتبعين القيام بأفعال معينة لضمان الوصول إلى النهاية المنشودة بعد الموت. بمعنى آخر، إذا قمنا بالأفعال الصحيحة، أو فكرنا بطريقة صحيحة، أو اعتمدنا مبادئ محددة للحياة، يمكننا أن نأمل في الوصول إلى الهدف المرغوب بعد الموت. جميع الأديان متشابهة لأن الهدف المعلن يمكن تحقيقه من خلال الجهد البشري.

المسيحية لا تنتمي إلى هذا التصنيف لأنها تعارض جوهر المبادئ التي تجعل الإيديولوجيا دينًا. في الأديان، يسعى الإنسان إلى الله، بينما في المسيحية، ينحني الله نحو الإنسان. في الأديان، يعمل الإنسان لتحقيق خلاصه، بينما في المسيحية، الله قد قام بالفعل بالعمل المطلوب لمنحنا الخلاص (يوحنا 3: 16–18؛ 2 كورنثوس 5: 21). لذا يجب اعتبار المسيحية على أساس مزاياها الخاصة، وليس بالمقارنة مع الأديان الأخرى. تمامًا كما لا يمكننا اختيار أفضل ثمرة بمقارنة تفاحة بمطرقة، لا يمكننا تبني رؤية للعالم بمقارنة أقوال ابن الله مع الأديان البشرية.

عند التفكير في سبب وجوب أن تصبح مسيحيًا، من المهم البدء بسؤال أكبر: لماذا أنا هنا؟ من أين أتيت، وهل هناك هدف لوجودي؟ كل البشر يصارعون هذه الأسئلة الكبرى لأننا ندرك أننا مميزون عن كل الكائنات الأخرى. الحيوانات لا تتأمل في مسائل فلسفية - فقط البشر يفعلون ذلك. لدينا روح تتوق إلى الأبدية، ونشعر بأن وجودنا له سبب. الكتاب المقدس يوضح سبب ذلك: خلقنا الله لنكون أشبه به أكثر من أي شيء آخر خلقه (تكوين 1: 27). عندما نفخ الله في أول إنسان حياته، أصبح الإنسان نفسًا حية (تكوين 2: 7). تلك النفس خالدة، تعكس طبيعة الله الأبدية. هذه النفس ستستمر إلى الأبد، إما مع الله أو بعيدًا عنه.

لكن كوننا بشر يعني أن لدينا حرية الاختيار الأخلاقي. الكلاب لا تختار على أساس الصواب والخطأ، والقرود لا تتأمل معنى الحياة. الحيوانات تتصرف بالغرائز والتعلم، بينما البشر يُحاسبون على اختياراتهم الأخلاقية. وقد غرس الله في قلوبنا وعيًا بالفعل الصحيح والخطأ، ومع إرادتنا الحرة نخطئ. هذا الخطأ يسمى الخطيئة. كما تقول رسالة رومية 5: 12: “فمن آدم دخلت الخطيئة إلى العالم، ومن الخطيئة الموت، وهكذا انتقل الموت إلى جميع الناس لأن الجميع أخطأوا”.

الله كامل، والسماء كاملة، ونحن لسنا كذلك (رومية 3: 23؛ 3: 10). أعمالنا الصالحة لا تعادل سيئاتنا (إشعياء 64: 6). عدالة الله تتطلب عقاب جريمة عظيمة كهذه بعقوبة الفصل الأبدي عن الله في الجحيم (رومية 6: 23). لدينا مشكلة خطيرة لا نستطيع حلها بأنفسنا، وهذه المشكلة لا تتغير بمستوى إيماننا، كما أن قانون الجاذبية لا يتغير بقبوله. فصلنا عن الله هو قضية عالمية، لذلك واجبنا ليس تجاهلها أو إعادة تعريفها أو إنكارها، بل الاستماع إلى من أخطأنا في حقه واتباع تعليماته لتصحيح الوضع.

إذا شعرت بشيء يحرك قلبك للبحث عن الله، فهذا لأن الله ذاته يبحث عنك (لوقا 19: 10؛ يوحنا 6: 44). أعلى شرف في الحياة هو أن يسعى خالق الكون وراءك ويدعوك لتصبح ابنًا له. بالإضافة إلى هذه الهبة العظيمة، هناك أسباب أخرى تجعلك تصبح مسيحيًا: ماضيك، وحاضرك، ومستقبلك.

ماضيك: منذ اللحظة التي أطلقت فيها صرختك الأولى، طبيعتك طالبت بما تشاء. الأطفال يولدون بخطيئة، دون الحاجة لتعلمها، لأننا جميعًا ورثنا طبيعة الخطيئة عن آدم. معرفة الخطيئة تثقل علينا، ونحاول أحيانًا التهرب من الشعور بالذنب بالانغماس في العادات الإدمانية أو الكذب على أنفسنا. لكن روحنا تعرف أننا أخطأنا وتبحث عن حل. نحن بحاجة إلى غفران لا يمكننا الحصول عليه إلا من خلال الله.

عندما جاء يسوع ابن الله إلى الأرض، كان ليصبح الذبيحة النهائية عن خطايانا (يوحنا 10: 18). عندما نثق بتضحيات يسوع، يعلن الله أن خطايانا مغفورة (رومية 4: 25). يمحو الله ماضينا ويمنحنا بداية جديدة (مزمور 103: 12). لم يتجاوز الله خطايانا، بل وضعها على ابنه الكامل (كولوسي 2: 14). ثم أقامه الله من الموت - وهو حدث مؤكد تاريخيًا لا يمتلك أي قائد ديني آخر إثباته. الغفران موجود فقط لمن يؤمن بابنه ويخضع لسلطانه (أعمال 4: 12). لا نكسب الغفران، بل نستقبله.

حاضرك: أن تصبح مسيحيًا لا يلغي الدين المستحق لله فحسب، بل يسمح لك بخوض الهدف الذي خُلق من أجله. الله صمم كل واحد منا لغرض فريد نكتشفه فقط في العلاقة معه. الإنسان كالمرآة: المرآة لا تفيد إذا كانت مغطاة بالتراب، لكن عندما تُمسح، تعكس جمال المحيط. بالمثل، عندما يمحو الله خطايانا بدم يسوع، نبدأ بعكس جمال ومجد الله.

مع النمو في الإيمان والحكمة، نكتشف مواهبنا لخدمة الله والآخرين. لم نعد نسعى وراء سعادتنا الخاصة، بل نجد إشباعًا أعمق في العيش وفق خطة الله. يشجعنا يسوع على “تخزين كنز في السماء” (لوقا 12: 33–34؛ متى 6: 19–20) ويعد بمكافآت للذين يعيشون من أجله (رؤيا 22: 12).

مستقبلك: الموت الجسدي ليس النهاية. تغلب يسوع على الموت ويدعونا للحياة الأبدية معه (يوحنا 6: 37). دفع ثمن تذكرة دخولنا بالفعل، لكن علينا قبولها بشروطه. مجرد الاعتراف بالحقائق ليس خلاصًا؛ حتى الشيطان يعرف الحقائق لكنه لا يؤمن بها (يعقوب 2: 19). السؤال الحاسم: من هو المسيطر على حياتي؟ هذا يحدد مصيرنا الأبدي.

يجب أن تصبح مسيحيًا إذا كان لديك الإيمان لتصديق واستعداد لتسليم حياتك ومستقبلك للذي يعرفك تمامًا (مزمور 139: 13–16). إنه أهم قرار يمكن لأي شخص اتخاذه. كتب سي. إس. لويس في كتابه الطلاق العظيم: “في النهاية، هناك نوعان من الناس فقط: من يقول لله ‘ليكن مشيئتك’، ومن يقول الله لهم في النهاية ‘ليكن مشيئتك’. كل من هم في الجحيم، اختاروه” ( Harper One, الطبعة المعدلة 2009، ص. 90).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

لماذا يجب أن أصبح مسيحيًا؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries