السؤال
لماذا اختارني الله؟
الجواب
يقول يسوع في يوحنا 15: 16: «لستم أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي». ويقول أفسس 1: 4: «كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدّامه في المحبة». وأيضًا يقول 1 بطرس 2: 9: «وأما أنتم فجنس مختار، كهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب اقتناء، لكي تُخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب». من الواضح أن الله قد اختار المؤمنين بيسوع، ولكن لماذا؟ هل هناك شيء خاص فيَّ جعل الله يختارني؟ الجواب القصير هو: لا، لم يخترنا الله لشيء فينا، بل بدافع محبته ورحمته ولمجده.
يُكمل أفسس 1 قائلًا: «إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب» (الآيتان 5–6). نرى أن اختيار الله لنا مرتبط بمحبته. اختيار الله يُسعده ويمجده، ويُظهر طبيعته المملوءة بالنعمة، وليس استحقاقنا نحن. كما نعلم من أفسس 2: 8–9، نحن لا نخلُص بأعمالنا الصالحة بل بنعمة الله فقط. فكلنا خطاة وقاصرون عن مجد الله (رومية 3: 23). ومن دون يسوع، كلنا نستحق الموت (رومية 6: 23)، ولكن في يسوع نحيا. ليس بسبب من نحن اختارنا الله، بل بسبب من هو. وكما يشير 1 بطرس 2: 9، فإن الاستجابة الصحيحة لاختيار الله لنا هي أن نعلن تسبيحه ونعبده.
اختارنا الله أيضًا لكي نشترك في عمله في هذا العالم. في أفسس 2: 10 نقرأ أن الله أعدّ لنا أعمالًا صالحة لنقوم بها. وتحدث يسوع عن تلاميذه الذين يأتون بثمر يدوم. ويربط أفسس 1: 4 الاختيار بكوننا قديسين وبلا لوم أمام الله. اختارنا الله لأنه له هدف في حياتنا.
يركّز العهد القديم على إسرائيل كشعب الله المختار (تثنية 7: 6). وفي تثنية 7: 7–9 يخبر موسى بني إسرائيل لماذا اختارهم الله: «ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم واختاركم، لأنكم أقل من سائر الشعوب، بل من محبة الرب إياكم وحفظه القسم الذي أقسم لآبائكم أخرجكم الرب بيد شديدة وفداكم من بيت العبودية، من يد فرعون ملك مصر. فاعلم أن الرب إلهك هو الله، الإله الأمين، الحافظ العهد والإحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل». نرى مجددًا أن اختيار الله لا يقوم على استحقاق شخص أو أمة، بل على محبته وأمانته وحدهما.
وكما اختار الله إسرائيل بدافع المحبة لا لأن فيهم ما يُعجب، كذلك اختارنا نحن بالمحبة. وكما يقول 1 يوحنا 3: 1: «انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله!» لماذا اختارني الله؟ بسبب محبته العظيمة، محبته الغامرة.
إن عقيدة «الاختيار المسبق» أو «التعيين المسبق» ليست سهلة الفهم، لأننا بطبيعتنا نميل إلى الاعتقاد بأن من يتم اختياره قد نال ذلك باستحقاق. هكذا نختار نحن عادة - كما في ألعاب الطفولة حين يختار الجميع الأقوى والأذكى والأكثر شهرة. لكن الله ليس مثلنا. فمعاييره في الاختيار لا تعتمد علينا. كما يقول 1 كورنثوس 1: 26–30: «انظروا دعوتكم أيها الإخوة، أنه ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون أقوياء، ليس كثيرون شرفاء. بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء، واختار الله ضعف العالم ليخزي الأقوياء، واختار الله أدنياء العالم والمُحتقرين وغير الموجودين ليُبطل الموجودين، لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه. ومنه أنتم بالمسيح يسوع».
فلماذا اختارني الله؟ اختارك ليُظهر صفاته. اختارك لتعرفه وتُحبه. اختارك لأنه هو المحبة (1 يوحنا 4: 8)، وهو الإله الكريم الرحيم، وله خطة مجيدة لحياتك.
English
لماذا اختارني الله؟