السؤال
من كتب كتاب زكريا؟ من هو مؤلف سفر زكريا؟
الجواب
النبي زكريا هو كاتب السفر الذي يحمل اسمه، كما يتضح من الآية الأولى (زكريا 1:1). ينتمي سفر زكريا إلى مجموعة الأنبياء الصغار الاثني عشر، ويقع قبل آخر كتب العهد القديم. كتب زكريا في عهد الملك داريوس الفارسي، خلال فترة إعادة بناء الهيكل في أورشليم. وكان حجي نبيًا معاصرًا له.
يحتوي السفر على تحذيرات وتشجيعات للمنفيين العائدين، بالإضافة إلى نبوءات مسيانية تشير إلى ملك قادم يكون أيضًا كاهنًا (انظر زكريا 6: 9–13). مثل دانيال وإشعياء وحزقيال، تضمن سفر زكريا رؤى رمزية تشكل جزءًا رئيسيًا من رسالته.
ينحدر زكريا من نسل كهنوتي، فهو حفيد إددو الكاهن، الذي ورد اسمه ضمن الكهنة واللاويين العائدين إلى أورشليم مع زربابل ويشوع (نحميا 12: 1–4). ويذكر السفر أن زكريا هو "رئيس بيت إددو" (الآية 16)، مما يدل على عودته من السبي مع جده. وبجانب كونه نبيًا، كان له دور كاهني، وهو الأمر الذي يظهر في كتاباته. ويُعتقد أن زكريا كان شابًا أثناء نبوءته (زكريا 2: 4).
ينقسم السفر إلى قسمين: الجزء الأول مليء بالرؤى الرمزية ويركز على دعوة عامة للتوبة، مع ثماني رؤى تهدف إلى تشجيع الشعب على بناء الهيكل. يشدد زكريا، مثل حجي، على إعادة بناء الهيكل وترميم أورشليم. وتصور الرؤية المركزية تتويج يشوع رئيس الكهنة، الذي يرمز إلى الملك الكاهن المسمى "الغصن" (زكريا 6: 11–14). أما الجزء الثاني فيحمل أهمية مسيانية، مع نبوءات مثل زكريا 9:9. وهو أكثر الأنبياء الصغار احتواءً على نبوءات مسيانية، مما يجعل بعض المعلقين يعتبرونه نسخة مصغرة من سفر إشعياء. ويرى بعض العلماء أن سفر حزقيال قد يكون له تأثير على زكريا.
لا يُعد تأليف زكريا محل جدل كبير، رغم أن بعض العلماء يقترحون نظرية تأليف مزدوج، تنسب الجزء الأول للنبي والجزء الثاني لمساهمين لاحقين. ومع ذلك، لا يوجد سبب كافٍ لدحض تأليف زكريا ككاتب واحد.
يعني اسم "زكريا" (أي "يذكر يهوه") موضوع السفر الأساسي، فهو يذكر أن الله يبقى أمينًا رغم خطايا الشعب الماضية والمستقبلية. لقد دفع إسرائيل ثمن تمردهم، لكن الله لا ينسى وعوده التي ستتحقق في النهاية في الغصن، أي يسوع المسيح.
English
من كتب كتاب زكريا؟ من هو مؤلف سفر زكريا؟
