السؤال
من كتب سفر نشيد الأنشاد؟ من هو مؤلف نشيد الأنشاد؟
الجواب
عنوان "نشيد الأنشاد" هو ترجمة لعبارة عبرية "شير هشيريم". وفي الترجمات الإنجليزية للكتاب المقدس يُسمّى أحيانًا "نشيد سليمان"، مأخوذًا من السطر الافتتاحي: «نشيد الأنشاد الذي لسليمان» (نشيد الأنشاد 1:1). يرسم هذا الشعر الجميل والراقي صورة خالدة للزواج بحسب مشيئة الله. ومن خلال أبيات رشيقة وصور بلاغية نابضة، يحتفي نشيد الأنشاد باتحاد رجل وامرأة يتسم بالشغف والمحبة والالتزام والرغبة الجسدية.
لا أحد يعرف على وجه اليقين من كتب سفر نشيد الأنشاد. يُنسب تأليف السفر تقليديًا إلى سليمان، كما يوحي السطر الافتتاحي وورود اسمه في مواضع متعددة من السفر (نشيد الأنشاد 1: 5؛ 3: 7، 9، 11؛ 8: 11-12). وفي (1 ملوك 4: 32) يُذكر إنتاج سليمان الأدبي: «وتكلّم ثلاثة آلاف مثل، وكانت نشائده ألفًا وخمسًا». وإذا كان نشيد الأنشاد من ضمن الألف والخمسة الأناشيد التي كتبها، فربما يكون أعظم أعماله. يذكر المؤلف لبنان عدة مرات، مما قد يعكس حالة السلام بين إسرائيل والدول الأخرى في عهد سليمان (انظر 1 أخبار الأيام 22: 9). وإذا كانت الزوجات والسراري المذكورات في (نشيد الأنشاد 6: 8) تعود لسليمان، فمن المرجح أن السفر كُتب في فترة مبكرة من حكمه (قارن 1 ملوك 11: 3).
يشكك بعض الباحثين المعاصرين في التأليف التقليدي لنشيد الأنشاد، ويرجّحون تاريخ كتابة لاحقًا لزمن سليمان. ووفق هذا الرأي، فإن الجملة الافتتاحية لا تعني بالضرورة أن سليمان هو الذي كتبه، بل ربما كُتب من أجله. وهناك خلاف آخر حول ما إذا كان السفر قصيدة واحدة متكاملة أو مجموعة مختارات شعرية. أنصار نظرية "المجموعة الشعرية" يشيرون إلى التحولات المفاجئة في المشاهد والمواضيع والمتحدثين والمزاج العام، مما يوحي بعمل مركب. أما الرافضون لهذه النظرية فيؤكدون على تكوين متماسك للسفر دون تقسيمات واضحة.
ومع أن الدليل القاطع على أن سليمان هو كاتب نشيد الأنشاد غير موجود، إلا أن المعطيات الداخلية تقودنا إلى الاستنتاج بأنه المؤلف الأرجح. ولا يوجد ما يمنع من تبنّي الرأي التقليدي في نسب التأليف استنادًا إلى المعلومات المتاحة.
English
من كتب سفر نشيد الأنشاد؟ من هو مؤلف نشيد الأنشاد؟
