السؤال
من كتب سفر راعوث؟ من هو مؤلف سفر راعوث؟
الجواب
تقع أحداث سفر راعوث في الحقبة التي يوثقها سفر القضاة، مما يوحي بوجود مؤلف مشترك. ورغم أن السرد الكتابي يضع راعوث كحلقة وصل بين زمن القضاة وزمن الملوك، فإن الكتاب المقدس العبري يدرج السفر ضمن قسم "الكتوبيم" (الأسفار) إلى جانب أسفار مثل أستير ودانيال ونشيد الأنشاد. كما أن راعوث جزء من أسفار "المَجِّيلُوت"، وهي خمس لفائف تُقرأ غالبًا في الأعياد الكبرى.
التقليد اليهودي ينسب تأليف سفر راعوث إلى صموئيل، ولا يوجد سبب قوي يدعو للشك في أن صموئيل هو الكاتب. يشكك البعض في هذا الرأي التقليدي بالإشارة إلى غياب التأكيد من كتّاب كتابيين آخرين، وإلى أن صموئيل توفي قبل أن يصبح داود ملكًا، مما يجعل وجود سلسلة نسب داود في راعوث أمرًا إشكاليًا. لكن موت صموئيل سبق تتويج داود بعدة أشهر على الأرجح، مما يسمح بكتابة راعوث بعد مسح داود ملكًا.
اقترح بعض العلماء أن مؤلفة مجهولة كتبت السفر. ورغم أن أحدًا لا يقول إن راعوث نفسها هي التي كتبته، فإن تركيز السفر على النساء كشخصيات رئيسية دفع إلى هذا الطرح البديل. لكن غياب الاسم أو أي دلائل قوية يجعل هذا الرأي مجرد افتراض.
وتطرح نظرية أخرى أن مؤلفًا مجهولًا كتب راعوث في الفترة ما بعد السبي، ردًّا على معارضة عزرا للزواج من الموآبيين (عزرا 9: 1–2). لكن هذا الرأي يبدو غير مرجح، بالنظر إلى أن أفعال بني إسرائيل في عزرا 9 كانت مرفوضة بالإجماع (عزرا 9: 4)، ومن الصعب تصور كيف يمكن لسفر راعوث أن يدعم الزواج من الوثنيين، إذ إن راعوث نفسها كانت موآبية مؤمنة بالإله الواحد الحق (راعوث 1: 16).
حتى لو استبعدنا صموئيل كمؤلف للسفر، فمن الأرجح أنه كتب في فترة الملوك، وربما بهدف الدفاع عن مُلك داود. وقد اعتُبر النبي ناثان أحد المرشحين المحتملين للتأليف، وكذلك أنبياء آخرون مجهولون في عهد الملك يوشيا.
على الأرجح أن صموئيل هو المؤلف البشري لسفر راعوث. سواء كان هو أو نبي آخر من أنبياء الله، فقد امتلك مهارة أدبية عالية، وأنتج ما يعتبره كثيرون واحدة من أفضل القصص القصيرة على الإطلاق. راعوث، التي هي سلف لداود ولسيدنا يسوع المسيح، لعبت دورًا مهمًا في تنفيذ خطة الله للفداء، وشهادتها تُظهر كيف يمكن لله أن يعمل من خلال أي شخص يكرس نفسه له.
English
من كتب سفر راعوث؟ من هو مؤلف سفر راعوث؟
