السؤال
من كتب سفر العدد؟ من هو مؤلف سفر العدد؟
الجواب
يعد سفر العدد السفر الرابع من أسفار التوراة، وقد كتبه موسى.
يستمد سفر العدد اسمه من الإحصاء الذي أجراه موسى لشعب إسرائيل، مستهدفًا على وجه التحديد "الرجال من ابن عشرين سنة فصاعدًا القادرين على الحرب" (عدد 1: 2). وبالإضافة إلى الإحصاء، يتناول السفر موضوعات متعددة، حيث يسجل أحداث تمرد إسرائيل، ودينونة الله، ورحمته الإلهية التي أشار إليها يسوع في العهد الجديد (عدد 21: 4–9؛ يوحنا 3: 14–15). قد يشكل سفر العدد تحديًا في التفسير للمسيحيين المعاصرين، لكنه يحتوي على رؤى جوهرية تعزز فهمنا للإنجيل والحياة المسيحية. ففيه نرى عواقب التمرد، وشجاعة الأمانة، وعدل الله، ورحمته استجابةً للتوبة.
تنسب التقاليد اليهودية والمسيحية أسفار التوراة إلى موسى، وهو ادعاء تدعمه إشارات من مواضع أخرى في الكتاب المقدس. إذ يعزو العهد الجديد أسفار الشريعة الخمسة إلى موسى (انظر يوحنا 5: 45–47؛ 7: 19؛ رومية 10: 5؛ 1 كورنثوس 9: 9؛ 2 كورنثوس 3: 15)، وكذلك العهد القديم (يشوع 8: 32؛ 2 أخبار الأيام 34: 14؛ ملاخي 4: 4؛ نحميا 4: 4).
لا يعني تأليف موسى لسفر العدد بالضرورة أنه كتب كل كلمة بنفسه. فعلى سبيل المثال، يقول عدد 12: 3 إن "موسى كان رجلًا حليمًا جدًا، أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض". قد يكون هذا التعليق أضافه كاتب آخر. وبالطبع، لا يوجد ما يمنع أن يكتب موسى مثل هذا الوصف عن نفسه، لأن إرشاد الروح القدس كان يضمن الموضوعية في كتابته. لكن من الممكن أيضًا أن تكون هذه الجملة الاعتراضية قد أُضيفت لاحقًا بواسطة كاتب مجهول، ربما كان عزرا أو أحد الأنبياء المتأخرين، ومع ذلك تحت وحي الروح القدس.
ويعزز حقيقة أن موسى كتب سفر العدد وجود فقرتين في السفر تشيران إلى أن موسى هو الذي كان يدون السجل المكتوب؛ إذ يقول عدد 33: 2: "فكتب موسى مخارجهم برحلاتهم حسب قول الرب". ويختم السفر بهذه العبارة: "هذه هي الوصايا والأحكام التي أوصى بها الرب بيد موسى بني إسرائيل في عربات موآب على أردن أريحا" (عدد 36: 13). وهكذا، تكلم الله بالكلمات، ودونها موسى.
وعلى الرغم من اعتراض المنتقدين، يبقى تأليف موسى لسفر العدد أمرًا موثقًا جيدًا. وإنكار التأليف الموسوي للتوراة يثير الشك في صدق كلام يسوع، إذ أعلن يسوع أن موسى هو من كتب هذه الأسفار.
English
من كتب سفر العدد؟ من هو مؤلف سفر العدد؟