السؤال
من كتب سفر ناحوم؟ من كان مؤلف ناحوم؟
الجواب
يعد كتاب ناحوم جزءًا من كتاب "الاثني عشر" في الكتاب العبري، ويصنف كأحد الأنبياء الصغار في العهد القديم. مثل سفر عوبديا، لم يتنبأ ناحوم ضد إسرائيل أو يهوذا، بل كانت نبوءاته عن الحكم موجهة إلى نينوى، نفس المدينة الآشورية التي تاب أهلها في زمن يونان. بين زمن يونان وناحوم، رجع أهل نينوى إلى طرقهم القديمة وربما زادت سوءًا. تنبأ ناحوم بسقوط الإمبراطورية الآشورية، معزوًا هزيمتهم إلى حكم الله عليهم بسبب أعمالهم الظالمة. يظهر صبر الله في تأخره عن التحرك ضد ظلم الآشوريين، ولكن عدله مؤكد وحتمي.
يُعتقد عمومًا أن النبي ناحوم هو كاتب الكتاب الذي يحمل اسمه، ولا يوجد جدل كبير بين العلماء حول ذلك. ورغم أن بعض الباحثين اقترحوا وجود مؤلفين متعددين، إلا أن الرأي التقليدي هو الغالب. لا يُعرف الكثير عن النبي نفسه سوى ما ورد في الآية الأولى: "نبوة ناحوم الإلكوشي عن نينوى" (ناحوم 1:1). وتقع إلكوش في جنوب يهوذا، ويعتقد بعض العلماء أنها مدينة أُعيد تسميتها لاحقًا إلى إلشيسي.
من المرجح أن ناحوم تنبأ في عهد الملك منسى، عندما كانت الإمبراطورية الآشورية القوة المهيمنة في الشرق الأدنى. كان الملك منسى ملكًا شريرًا، فشهدت يهوذا أيضًا أوقاتًا مظلمة. تُظهر رسالة ناحوم أن الله هو السيد على جميع الأمم ويمارس العدل في الوقت المناسب. لم يكن يهوه فقط إله إسرائيل، بل هو إله العالم أجمع (انظر إشعياء 49: 6 وأعمال الرسل 26: 22–23).
قدّم ناحوم نبوءته على قسمين: الفصل الأول بمثابة مقدمة، والفصلان الثاني والثالث يصفان سقوط نينوى الذي حدث فعليًا في عام 612 قبل الميلاد، مما مثل بداية انهيار الإمبراطورية الآشورية.
كتاب ناحوم أقل شهرة مقارنةً ببعض النصوص الكتابية الأخرى، لكنه مثل كل أجزاء الكتاب المقدس، موحى به وموّجه لـ "التعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب في البر، لكي يكون عبد الله كاملاً مُجهزًا لكل عمل صالح" (2 تيموثاوس 3: 16–17). تظل المواضيع في ناحوم ذات صلة حيوية في عالمنا المتدهور اليوم، تدفعنا للاعتراف بسيادة الله على الأمم، ونتائج الخطيئة، وشمولية عدل الله، وتدخله في تاريخ البشرية كله. وترك ناحوم رسالة أمل لنا، قائلاً: "الرب صالح، ملجأ في يوم الضيق، ويعرف الذين يتوكلون عليه" (ناحوم 1: 7).
English
من كتب سفر ناحوم؟ من كان مؤلف ناحوم؟
