السؤال
من كتب سفر القضاة؟ من هو مؤلف سفر القضاة؟
الجواب
لا يذكر مؤلف سفر القضاة نفسه بالاسم. يغطي هذا السفر فترة من تاريخ إسرائيل حين كانت الأمة تُقاد بواسطة القضاة، وهم قادة ومحاربون أشداء اختارهم الله لتحرير إسرائيل من مختلف المضطهِدين. ويسجل السفر عدة مرات تمرّد بني إسرائيل على الله، ونتيجة لذلك يقعون في أيدي أعدائهم. وعند توبتهم، يقيم الله قاضيًا ليحارب عن إسرائيل. إن الدورة المتكررة من كسر العهد واستعادة العلاقة مع الله تميز سفر القضاة. وبحلول نهاية السفر، يسود الفوضى، وتكون النتائج مروعة. يقدم سفر القضاة رؤى مهمة عن السنوات الأولى لإسرائيل في أرض الموعد.
وفقًا للتلمود البابلي، كتب النبي صموئيل سفر القضاة. ويُعَدّ صموئيل فعلًا مرشحًا منطقيًا لذلك، إذ إن العبارة المتكررة: "في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل" تشير إلى أن الكاتب عاش في زمن الملكية، على عكس زمن القضاة (وقد عاش صموئيل في كلا العصرين). وعلاوة على ذلك، فإن المقارنة بين سفر القضاة ونصوص كتابية أخرى تشير إلى أن السفر كُتب بين زمن شاول وداود (انظر قضاة 1: 21 بالمقارنة مع صموئيل الثاني 5: 6–7، وقضاة 1: 29 بالمقارنة مع ملوك الأول 9: 16). ومرة أخرى، فإن هذه الفترة الزمنية تقع ضمن حياة صموئيل. لذلك، فإن التقليد اليهودي الذي يعتبر صموئيل مؤلفًا لسفر القضاة يُرجَّح أن يكون صحيحًا. وينسب نفس التقليد إلى صموئيل أيضًا كتابة سفر راعوث وسفر صموئيل.
ومع ذلك، لا يمكننا الجزم بشكل قاطع بأن صموئيل هو مؤلف سفر القضاة. فبينما من المرجح أنه كتب السفر، توفر نصوص كتابية أخرى أدلة محدودة لدعم هذا الرأي. وفي النهاية، حتى وإن لم نستطع التأكيد بيقين أن صموئيل كتب سفر القضاة، فلا يوجد سبب يدعونا إلى الشك في التقليد اليهودي الذي ينسب إليه هذا التأليف.
English
من كتب سفر القضاة؟ من هو مؤلف سفر القضاة؟
