السؤال
من كتب سفر يشوع؟ من هو مؤلف سفر يشوع؟
الجواب
لا يوجد ذكر صريح للمؤلف في سفر يشوع، لكن التقليد يشير إلى أن يشوع إما كتب السفر كاملًا أو أشرف على جزء كبير من نصه. هناك عدة عوامل تدعم اعتبار يشوع المؤلف الرئيسي لهذا السفر، بما في ذلك استخدامه لمعلومات داخلية وذكره لتفاصيل لا يعرفها إلا شاهد عيان. على سبيل المثال، يصف يشوع 5: 1 عبور نهر الأردن مستخدمًا ضمير "نحن"، مما يوحي بشهادة مباشرة. كما أن تضمين أسماء كنعانية قديمة يدل على زمن كتابة مبكر، مما يدعم كون يشوع المؤلف الأرجح.
كان يشوع مساعدًا وفيًا لموسى، ومع كالب ظل أمينًا لله عندما تمرد بنو إسرائيل في سفر العدد 13 و14. وبعد وفاة موسى تولى يشوع قيادة بني إسرائيل، وتكفّل بمهمة فتح أرض كنعان. وقد تم تسجيل تفاصيل هذا الفتح في سفر يشوع، الذي يعد استمرارًا للأحداث المذكورة في أسفار موسى الخمسة. ويظل سفر يشوع ذا صلة دائمة بالمسيحيين، إذ يؤكد على أمانة الله في حفظ وعوده، وعلى دينونته للخطايا، وعلى انتصاره الذي يتحقق بطرق غير تقليدية ومعجزية.
هناك بعض الأدلة على إضافات لاحقة من معاصري يشوع، مثل التفاصيل المتعلقة بوفاته (يشوع 24: 29) والأحداث التي تلت ذلك. ولا يعد إدخال مثل هذه الإضافات بعد وفاة المؤلف أمرًا غريبًا، إذ نرى الأمر نفسه في سفر التثنية 34، الذي يذكر وفاة موسى مؤلف السفر.
بعض العلماء الذين ينتقدون سفر يشوع يحاولون تقويض قيمته التاريخية، ويؤرخونه إلى زمن بعيد عن زمن الأحداث المذكورة فيه. لكن توجد أدلة داخلية كثيرة تشير إلى أن كاتب السفر كان معاصرًا للأحداث التاريخية التي وصفها. على سبيل المثال، يشير يشوع 6: 25 إلى راحاب قائلاً: "وهي ساكنة في وسط إسرائيل إلى هذا اليوم"، مما يدل بوضوح على أن الكاتب كان يعرف راحاب وعاش في زمن سقوط أريحا.
في الإصحاح 24 من سفر يشوع، جمع يشوع شعب إسرائيل وتحدث إليهم مطولًا. بدأ بمراجعة تاريخ الشعب بدءًا من إبراهيم، مرورًا بموسى والخروج من مصر، وانتهاءً بأمانة الله التي ظهرت في فتح كنعان. ثم دعاهم للدخول في عهد مع الرب، وأطلق إعلانه الشهير: "اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون، إن كان الآلهة الذين عبدهم آباؤكم الذين في عبر النهر أو آلهة الأموريين الذين أنتم ساكنون في أرضهم. وأما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يشوع 24: 15). وقد وعد الشعب بعبادة الرب (الآيات 18، 21، و24)، وختم يشوع العهد معهم. وأخيرًا، "كتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله" (الآية 26). ومن الممكن أن ما كتبه يشوع تم التعرف عليه لاحقًا كسفر يشوع.
وإذا لم يكن يشوع هو من كتب السفر الذي يحمل اسمه، فالأرجح أنه كُتب بواسطة كاتب تحت إشرافه.
English
من كتب سفر يشوع؟ من هو مؤلف سفر يشوع؟