السؤال
من كتب سفر يوحنا؟ من هو كاتب سفر يوحنا؟
الجواب
إنجيل يوحنا، الذي كتبه الرسول يوحنا، يحظى بمحبة الكثيرين وغالبًا ما يكون أول سفر يُنصح به لأي شخص يريد أن يعرف المزيد عن يسوع. يعلن يوحنا أن يسوع هو ابن الله والمخلّص، مشددًا على الإيمان به للخلاص. ويحتوي السفر على واحدة من أشهر الآيات في الكتاب المقدس كله: «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 3: 16).
إن فكرة ألوهية يسوع مؤكدة في الأناجيل الأخرى، لكن الإجماع العام هو أن إنجيل يوحنا يعلنها بأعلى صوت. وهو السفر الرابع في قانون العهد الجديد وآخر الأناجيل كتابةً.
لا يذكر إنجيل يوحنا اسم كاتبه صراحة. ففي كل إشارة إلى نفسه، يصف الكاتب ذاته بأنه «التلميذ الذي كان يسوع يحبه» (مثل يوحنا 13: 23). وكان الكاتب شاهد عيان على الأحداث (انظر يوحنا 21: 24)، وبالنظر إلى أنه كان «متكئًا في حضن يسوع» في العشاء الأخير (يوحنا 13: 25)، فالأرجح أنه كان واحدًا من الحلقة الداخلية لتلاميذ يسوع مع بطرس ويعقوب. يُذكر بطرس على أنه شخص آخر غير الكاتب (يوحنا 21: 20)، ويعقوب قُتل في وقت مبكر من تاريخ الكنيسة (أعمال 12: 2). وبذلك يبقى يوحنا التلميذ الأخير من الثلاثة المقربين، وبالتالي هو الكاتب.
إلى جانب الأدلة الداخلية، أكدت الكنيسة الأولى بشكل موحّد أن يوحنا هو الكاتب. فقد صرّح آباء الكنيسة مثل إيريناوس بوضوح أن يوحنا كتب هذا السفر. وإلى جانب إيريناوس، نسب كتّاب آخرون مثل تاتيان، وثيوفيلوس، وكليمنضس، وترتليان الإنجيل الرابع إلى يوحنا. كان إنجيل يوحنا أكثر لاهوتية لأنه أراد معالجة القضايا اللاهوتية التي واجهها الجيل الجديد من المسيحيين مع نهاية العصر الرسولي. فقد ظهر معلمون كذبة يشككون في المعتقدات الأساسية للمسيحية، مثل إنسانية يسوع (انظر 1 يوحنا). وكردّ على ذلك، بدأ يوحنا إنجيله بتقديم «الكلمة» الذي كان الله وصار جسدًا (يوحنا 1:1، 14).
إحدى الاعتراضات على نسبة الإنجيل ليوحنا تتعلق بمدى تعليمه. فكونه صيادًا، كيف استطاع كتابة نص متقن وعميق لاهوتيًا؟ أولًا، لا ينبغي أن نرفض فكرة تعليم يوحنا لمجرد مهنته. فقد كان الأولاد اليهود يتلقون تدريبًا في سن مبكرة، يتعلمون حفظ وكتابة التوراة. كما أن يوحنا كان على معرفة بالربّانيين والمعلمين اليهود، مثل رئيس الكهنة (يوحنا 18: 15–16). ومن الجدير بالذكر أيضًا احتمال استخدام كاتب بالإنابة، وهو ما يُعرف بـ «الأمانوئنس». فقد استخدم بولس المتعلم مهارة ترتيوس، الكاتب، في تدوين رسالة رومية (رومية 16: 22). ومن الممكن أن يوحنا فعل الأمر نفسه في إنجيله.
لقد استمر الشك في التقاليد منذ عصر التنوير؛ لذلك ستظل هناك انتقادات بشأن نسبة الإنجيل ليوحنا. ومع ذلك، تبقى الخلاصة المنطقية أن يوحنا هو كاتب الإنجيل المنسوب إليه.
English
من كتب سفر يوحنا؟ من هو كاتب سفر يوحنا؟
