settings icon
share icon
السؤال

من كتب سفر الجامعة؟ من كان مؤلف سفر الجامعة؟

الجواب


يتناول سفرا الجامعة وأيوب بشجاعة مشكلات الحياة. بينما يركز أيوب على معاناة الأبرياء، يتخذ سفر الجامعة نغمة أكثر تشاؤمية تجاه الحياة بشكل عام، معلنًا أن كل المساعي البشرية زائلة وعديمة معنى في النهاية. يبرز موضوع "الكل هباء" في الآيات الافتتاحية للسفر (جامعة 1: 2)، مع ذكر مؤلف السفر: "كلمات الكاهل، ابن داود، ملك أورشليم" (آية 1).

لم يُذكر اسم المؤلف صراحة، لكنه يُعرّف عن نفسه بـ"الكاهل" أو "المعلّم"، والكلمة العبرية هي "قوهليث". اسم "جامعة" مشتق من الكلمة اليونانية "إكليسيا" التي تعني "مجمع" أو "مجتمع"، وتشير إلى معلم أو من يدعو لجمع الناس. يوصف هذا المعلم بأنه "ابن داود، ملك في أورشليم" (جامعة 1:1)، ما يشير بقوة إلى سليمان كمؤلف. يظهر المؤلف في سن متقدمة، ويتأمل في حياته الماضية، وسعيه المتنوع للمعنى، ويعبر عن يأسه لعدم وجود رضا حتى في الأمور الجيدة مثل الحكمة والعمل. وصفه لنفسه كملك "ازداد في الحكمة أكثر من كل من كان قبلي في أورشليم" يتوافق مع السرد التاريخي لسليمان (جامعة 1: 16؛ راجع 1 ملوك 4: 29-34). أدلة أخرى على تأليف سليمان تشمل قوله إنه قام بـ"مشاريع عظيمة" مثل البيوت والكروم والحدائق والمنتزهات وخزانات المياه (جامعة 2: 4-6). وكان غنيًا جدًا بحسب عدد العبيد والماشية والفضة والذهب التي يملكها (جامعة 2: 7-8). وكان له حريم (جامعة 7: 8). كل هذا يتوافق مع ما نعرفه عن حكم سليمان (انظر 1 ملوك 7؛ 10: 4-5، 14-29؛ 11: 3؛ نشيد الأنشاد 8: 11). ولهذه الأسباب، يمكننا أن نستنتج بأمان أن سليمان هو كاتب سفر الجامعة.

هناك نظريات أخرى بشأن تأليف الجامعة. هل يكون التمهيد والخاتمة من كتابة شخص آخر يمهد لتأملات سليمان؟ تبرز ثلاث احتمالات: 1) سليمان كتب السفر كله بنفسه، 2) كتبة لاحقون جمعوا كتابات سليمان كمادة تعليمية، أو 3) الكاهل كان ملكًا آخر من نسل داود. الرأي التقليدي، الذي لم يُشكك فيه حتى ظهور النقد الأعلى في القرن الثامن عشر، هو أن سليمان هو المؤلف الوحيد.

بالنظر إلى سقوط سليمان الروحي في سنواته الأخيرة (1 ملوك 11: 4-8)، يُحتمل أن يكون سفر الجامعة قد كُتب في نهاية حياته. تتوافق نبرة السفر التشاؤمية مع تجربته الشخصية. كملك كان يملك كل شيء ذات يوم، يعبر عن خيبة أمله من فراغ المساعي الدنيوية، وينبه الشباب لتذكر الخالق، ويرثي عبثية الحياة الطبيعية.

في عالم يغيب فيه الله غالبًا لصالح أهواء مثل الجنس والمال والنجاح الدنيوي، يوصينا سفر الجامعة بـ"مخافة الله والامتثال لوصاياه، لأن هذا هو كل واجب الإنسان" (جامعة 12: 13). وكما يقول شرح وستمنستر: "غاية الإنسان العليا هي تمجيد الله والاستمتاع به إلى الأبد".

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

من كتب سفر الجامعة؟ من كان مؤلف سفر الجامعة؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries