السؤال
من هم الماسوريون؟
الجواب
الماسوريون هم مجموعة من الكتبة اليهود الذين ساعدوا في حفظ نصوص كتب العهد القديم وطوروا ملاحظات على النص بناءً على التقاليد اليهودية. كلمة "ماسوري" مشتقة من الكلمة العبرية القديمة التي تعني "الرابطة" أو "الالتزام"، والتي تشير إلى واجب اليهود في الحفاظ على العهد مع الله.
الكتب التي تشكل العهد القديم كتبت في ظروف متنوعة. بعض النصوص، مثل الوصايا العشر، تم تلقيها مباشرة من الله وكتبها موسى على ألواح من حجر (الخروج 34: 1). أخرى ككتاب أيوب كتبها مؤلفون مجهولون، وهناك كتب مثل المزامير كتبت من قبل مؤلفين مختلفين وجُمعت لاحقًا لتشكل الكتاب المعروف. لم يذكر النص بالتحديد من كتب كل كتاب في العهد القديم أو كيف تم ضم هذه الكتب معًا في مجلد واحد يسمى العهد القديم. اليهود أطلقوا على هذا التجميع اسم "تنخ" (TNK) ، وهي اختصار لـ: التوراة (القانون)، الأنبياء، والكتابات. التوراة تشمل التكوين حتى التثنية؛ الأنبياء تشمل يشوع حتى الملوك وإشعياء حتى ملاخي (باستثناء دانيال)؛ والكتابات تشمل المزامير حتى نشيد الأنشاد ودانيال. ترتيب الكتب ومحتواها يختلف عن العهد القديم في الترجمات المسيحية، لكن المحتوى موجود بالكامل. هذه الكتب اعتُبرت كلمة الله الموحى بها، وكان من المهم نسخها وحفظها.
قبل اختراع الطباعة، كان لا بد من نسخ كل النصوص يدويًا بواسطة الكتبة. اللغة العبرية التي كُتب بها العهد القديم كانت تكتب بدون حركات (حروف العلة). هذا لم يكن مشكلة طالما أن الجميع ملمون تمامًا باللغة. لكن مع مرور الزمن، قل إلمام بعض اليهود باللغة العبرية. بعضهم بقي في بابل بعد السبي، وآخرون تعرّبوا وتبنوا الثقافة واللغة اليونانية. حتى في فلسطين، لم تكن العبرية لغة متداولة دومًا، بل أصبحت الآرامية لغة الناس العاديين.
في القرن الأول للميلاد، بُذلت جهود لتوحيد نص العهد القديم من خلال مراجعة المخطوطات والاختلافات المنتشرة في أنحاء الإمبراطورية الرومانية. بعد الاتفاق على نص معين، تم إزالة النسخ المختلفة وبدأ الكتبة عملهم الدقيق لنسخ النصوص بشكل صحيح. مجموعة من الكتبة تُسمى "التنايم" وضعت قواعد دقيقة لنسخ النصوص. حوالي عام 200 م، بدأت مجموعة أخرى تسمى "الأمورايم" في حفظ وشرح النص، وأنتجوا التلمود. كان هناك مجموعتان من علماء التلمود، إحداهما في بابل والأخرى في فلسطين، ونتج عن عملهما التلمود البابلي والتلمود الفلسطيني.
الماسوريون هم آخر مجموعة من الكتبة الذين اجتمعوا للمساعدة في حفظ النصوص الكتابية. عملهم الأساسي، الذي استمر تقريبًا من 500 إلى 900 م، كان نسخ النص بدقة وإضافة الحركات (النقط والخطوط فوق وتحت الحروف) لضمان حفظ النطق وأحيانًا المعنى. الماسوريون لم يرغبوا في إضافة شيء إلى النص نفسه، لذلك أضافوا الحركات كنقاط منفصلة حتى يميز القارئ بين الحروف الأصلية والنقاط المضافة. بسبب دقة الماسوريين، أصبح النص الماسوري هو النص الأكثر قبولًا لدى القراء اليهود كأدق نسخة. كما أضاف الماسوريون مواد إضافية، تشمل قراءات بديلة وملاحظات تفسيرية، وتعرف هذه المواد باسم "الماسورة".
النص الماسوري هو الأساس الرئيس لمعظم ترجمات الكتاب المقدس الحديثة. ورغم أن النسخة النهائية للماسورة تعود إلى حوالي 1000 سنة مضت فقط، إلا أنها تحافظ على تقاليد وعلم أقدم بكثير.
English
من هم الماسوريون؟