settings icon
share icon
السؤال

متى كُتب سفر يشوع؟

الجواب


يروي سفر يشوع قصة دخول بني إسرائيل إلى الأرض الموعودة وفتحهم لسكانها الذين كانوا بعيدين عن الله، وهو حدث سبق ذكره في سفر الخروج بناءً على وعد أعطاه الله لجدهم إبراهيم (تكوين 12: 1-3؛ خروج 3: 8). تحقق هذا الوعد بعد 40 سنة من تحرير الله لبني إسرائيل من عبودية مصر. خلال هذه السنوات الأربعين، تجول الشعب في البرية بين معسكرهم في جبل سيناء وسهول مؤاب قرب الأرض الموعودة. تشير الأدلة الداخلية إلى أن أجزاء من سفر يشوع كتبت مع بدء وقوع الأحداث التي يرويها حوالي عام 1400 قبل الميلاد، ومن المحتمل أن يكون قد أُكمل حوالي عام 1370 قبل الميلاد.

يصف القسم الأول من يشوع استكشاف إسرائيل للأرض الموعودة وعبورهم نهر الأردن لدخولها (الأصحاحات 1-5) بعد وفاة موسى حوالي عام 1400 قبل الميلاد (يشوع 1:1). ومن بداية الكتاب حتى نهايته، وقعت أحداث دخول إسرائيل وفتح الأرض واستقرارهم فيها على مدى حوالي 25 سنة. وربما أُضيفت الفقرة الأخيرة التي تذكر موت يشوع بعد وفاته بقليل (يشوع 24: 29-31). هذه التفاصيل تحدد الإطار الزمني لتأليف السفر بين 1400 و1370 قبل الميلاد.

إضافة إلى هذه المؤشرات الزمنية، توفر الأدلة الداخلية مزيداً من الضوء على زمن كتابة يشوع. ففي القسم الثاني من السفر الذي يروي فتح الأرض (الأصحاحات 6-12)، توجد إشارة إلى راحاب، وهي شخصية رئيسية لا تزال على قيد الحياة وقت تدوين قصتها: «وأما راحاب الزانية وبيت أبيها وكل الذين لها، حفظهم يشوع على قيد الحياة. وهي عاشت في إسرائيل إلى هذا اليوم، لأنها أخفت الرسل الذين أرسلهم يشوع للتجسس على أريحا» (يشوع 6: 25). تعبير «إلى هذا اليوم» يشير إلى أن راحاب كانت لا تزال حية عندما كُتبت هذه الكلمات، مما يوفر مؤشراً زمنياً على تأليف السفر.

في القسم الذي يصف توزيع الأرض على قبائل إسرائيل (الأصحاحات 13-21)، يوجد ذكر لمندوبي القبائل الذين كتبوا سجلًا يصف الحدود الجغرافية: «فخرج الرجال وجالوا في الأرض وكتبوا في سفر وصفها بالمدن في سبع مقاطعات» (يشوع 18: 9). هذه التفاصيل التاريخية تعزز الفكرة بأن يشوع كتب أثناء وقوع الأحداث التي يرويها.

القسم الأخير من السفر، الذي يصف استقرار الإسرائيليين في الأرض (يشوع 22-24)، يشير إلى أن يشوع نفسه كتب سجلًا لما أُوحِي إليه: «فكتب يشوع هذه الكلمات في سفر شريعة الله، وأخذ حجرًا عظيمًا ووضعه هناك تحت الترمس الذي عند مذبح الرب» (يشوع 24: 26). هذا يؤيد نسب السفر إلى يشوع.

الذين يرون تاريخًا متأخراً لتأليف يشوع يقترحون غالبًا أن مواضيعه تتماشى مع الإصلاحات السياسية والدينية التي قام بها الملك يوشيا في أواخر القرن السابع قبل الميلاد (ملوك الثاني 22-23). لكن موضوعات مثل تعزيز هوية إسرائيل كشعب مختار من الله وتحريم العبادة الوثنية متكررة عبر كل فترات تاريخ الأمة. وعند تقييم الأدلة بعناية وتفسير تفاصيل يشوع دون تحامل مسبق، لا توجد أسباب قوية لرفض الأدلة الداخلية التي يزودنا بها السفر بشأن زمن تأليفه.

استخدم الله يشوع ليس فقط لتحقيق وعده بإعطاء الأرض الموعودة لإسرائيل، بل أيضًا لتسجيل قصة الفتح والاستيطان للأجيال القادمة. فكتاب يشوع ليس مجرد سجل تاريخي لهذه الأحداث، بل هو شهادة على وفاء الله بوعده: «لم يخطئ من جميع كلام الخير الذي تكلم به الرب على بيت إسرائيل، بل تم كله» (يشوع 21: 45؛ راجع مزمور 145: 13).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

متى كُتب سفر يشوع؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries