settings icon
share icon
السؤال

متى كُتب سفر يوئيل؟

الجواب


خدم النبي يوئيل في مملكة يهوذا الجنوبية في النصف الثاني من القرن التاسع قبل الميلاد. وعلى الرغم من أن يوئيل لم يكن كاهنًا، فقد أكد أهمية عبادة الله بطريقة مقدسة (مثل يوئيل 1: 9؛ 2: 13-16). وتشير إشاراته إلى هيكل القدس إلى أنه خدم في زمن كان الهيكل لا يزال مركز العبادة في يهوذا، مما يدل على أن خدمته وقعت قبل أن تعرقل القوى الأجنبية عبادة الهيكل بواسطة الغزو أو النفي. وتشير الأدلة الأفضل إلى أن يوئيل كتب السفر بين 835 و800 قبل الميلاد.

يعتبر العلماء الكتابيون أن سفر يوئيل من أصعب أسفار الكتاب المقدس من حيث التأريخ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه لا يذكر أي ملوك من مملكة إسرائيل أو يهوذا، على عكس الأسفار النبوية الأخرى التي غالبًا ما تذكر الملوك الحاكمين لتساعد في تحديد زمن النبوة (مثل إشعياء 1:1؛ إرميا 1: 2-3؛ حزقيال 1: 3).

ومع ذلك، توفر بعض التفاصيل داخل سفر يوئيل أدلة مفيدة حول وقت كتابته. في البداية، يعرّف يوئيل نفسه كمؤلف السفر في الآية الأولى: «كلمة الرب التي كانت إلى يوئيل بن فتئيل» (يوئيل 1:1). رغم عدم ذكر تفاصيل شخصية أخرى عن يوئيل أو أبيه، فإن هذا المرجع يساعد في تأريخ محتوى السفر إلى زمن حياة النبي.

كما يذكر يوئيل عدة أمم كانت معادية لإسرائيل في زمانه، منها صور وصيدون ومناطق الفلسطينيين (يوئيل 3: 4). كانت هذه الأمم نشطة ومعادية لإسرائيل في النصف الثاني من القرن التاسع قبل الميلاد، مما يدعم أن السفر كتب في تلك الفترة.

ويشير أيضًا إلى مصر وأدوم الواقعتين جنوب إسرائيل، قائلاً: «لكن مصر تكون خرابًا، وأدوم خربة بسبب العنف الذي فعلوه في شعب يهوذا، في أرضهم سال الدم البريء» (يوئيل 3: 19). وكانت هذه الأمم من القوى الإقليمية الفاعلة في القرن التاسع قبل الميلاد، مما يدعم الإطار الزمني لخدمة يوئيل وتأليف السفر.

على الجانب الآخر، عدم ذكر يوئيل لامبراطوريات لاحقة لعبت أدوارًا مركزية في تاريخ إسرائيل ويهوذا، مثل آشور وبابل وفارس، التي تظهر في كتب نبوية لاحقة، يشير إلى أن السفر كُتب قبل صعودها.

تشير أوجه التشابه بين يوئيل والأنبياء هوشع وآموس إلى تقارب زمن خدمتهم. على سبيل المثال، تقول آيات مشتركة مثل يوئيل 3: 16 وآموس 1: 2: «الرب يزمجر من صهيون ويصدر صوته من أورشليم»، وكذلك يوئيل 3: 18 وآموس 9: 13 تتحدث عن «العنب الجديد يتقطر من الجبال». تدعم هذه التعبيرات المشتركة فكرة أن يوئيل كتب في زمن متقارب مع هوشع وآموس، مما يعزز تحديد القرن التاسع قبل الميلاد كزمن التأليف.

بالرغم من قلة المعلومات الشخصية عن يوئيل، يظهر سفره تفانيه لله واهتمامه العميق بأن يعبده الناس بطريقة مقدسة. إذ خاطب إخوته الإسرائيليين في وقت أزمة وطنية قائلاً: «مزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم، بطيء الغضب وذو رحمة، ويتراجع عن العقاب» (يوئيل 2: 13).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

متى كُتب سفر يوئيل؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries