settings icon
share icon
السؤال

متى كُتب سفر أيوب؟

الجواب


يعبر رد أيوب المؤثر على معاناته عن جوهر قصته. قال: «عريانًا خرجتُ من رحم أمي، وعريانًا أعود هناك. الرب أعطى والرب أخذ، ليكن اسم الرب مباركًا!» (أيوب 1: 21). لآلاف السنين، تفاعل الناس مع سفر أيوب وتأملاته الصادقة في المعاناة الإنسانية. يتعاطف القراء مع أيوب وهو يتمسك بالإيمان وسط الخسارة والحزن والارتباك. تشير الأدلة الداخلية إلى أن أيوب عاش في زمن إبراهيم، لكن السفر كُتب ربما في زمن موسى حوالي 1440 قبل الميلاد، أو سليمان حوالي 950 قبل الميلاد.

لتحديد من قد كتب السفر ومتى، من المفيد النظر في الأدلة الداخلية التي تلقي ضوءًا على زمن حياة أيوب. الثقافة الأبوية - أي قيادة الرجال للعائلة والمجتمع - تشير إلى أن القصة تدور في زمن إبراهيم. كذلك، غياب أي إشارة إلى شريعة موسى يدعم تعيين زمن مبكر لحياة أيوب. لكن هذا لا يوفر تاريخًا محددًا لتأليف السفر.

يزيد التساؤل حول من سجل قصة أيوب ومتى. أحد أسباب اعتبار موسى مؤلفًا هو أنه عاش قرب أرض عوص لمدة 40 سنة. يقول سفر أيوب في البداية: «في أرض عوص كان رجل اسمه أيوب. كان هذا الرجل كاملًا ومستقيمًا، يتقي الله ويجتنب الشر» (أيوب 1:1). رغم أن موقع عوص غير مؤكد بالضبط، إلا أن أغلب العلماء يضعونه شرق نهر الأردن، قرب مدين. هذه القربى مهمة، إذ عاش موسى في مدين 40 سنة بين نشأته في مصر وعودته لمواجهة فرعون. في خروج 2: 15، يُذكر أن فرعون أراد قتل موسى فهرب إلى مدين واستقر هناك بجانب بئر. قرب عوص ومدين يشير إلى أن موسى ربما اطلع على التقاليد الشفوية أو حسابات عيان عن حياة أيوب، فدونها في السفر.

سبب آخر لاعتبار موسى مؤلفًا هو معرفته بفترة الآباء التي وصفها في سفر التكوين، والتي تميزت بأشكال عبادة وهيكل عائلي وحياة قبل شريعة موسى، وهو ما يتوافق مع البيئة الثقافية والروحية في قصة أيوب.

سليمان هو مرشح آخر لتأليف السفر. إن كان سليمان هو الكاتب، يكون تأليف السفر حوالي 950 قبل الميلاد. رغم أن أحداث أيوب تقع في سياق حياة إبراهيم، إلا أن خصائص السفر الأدبية تتوافق مع أدب الحكمة، وهو جنس أدبي يتميز بالتركيب الشعري والأسئلة اللاهوتية العميقة. يشمل العهد القديم أربعة أسفار أخرى من هذا النوع: المزامير، الأمثال، الجامعة، نشيد الأنشاد. ساهم سليمان بشكل كبير في هذا النوع، إذ كتب الأمثال، الجامعة، نشيد الأنشاد، وعلى الأقل مزمورين (72 و127). هذه الحقائق تجعله جديرًا بالاعتبار كمؤلف لأيوب.

بعد تأملات وأسئلة وحوارات أيوب، يتحدث الله في ختام السفر (أيوب 38-41). يبدأ الله بسؤال أيوب: «أين كنت حين أسست الأرض؟ أخبرني إن كان فيك عقل» (أيوب 38: 4). هذا السؤال يوجه القراء الذين يصارعون الإيمان وسط مصاعب الحياة نحو سيادة الله وحكمته. سواء كتب موسى أو سليمان قصة أيوب، فإن تأليف السفر يضمن أن تتعلم الأجيال القادمة وتنمو من رسالته البناءة.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

متى كُتب سفر أيوب؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries