settings icon
share icon
السؤال

متى كُتب سفر أستير؟

الجواب


يروي سفر أستير قصة امرأة يهودية غير متوقعة أصبحت ملكة فارس وأنقذت شعبها من رجل شرير اسمه هامان. عاشت أستير في زمن الحكم الفارسي، حيث أتيحت لعديد من اليهود فرص العودة إلى إسرائيل، لكن كثيرين بقوا في الشتات. على عكس كتب ما بعد السبي الأخرى مثل عزرا ونحميا التي تقع أحداثها في إسرائيل، تجري قصة أستير في مدينة شوشان الفارسية. تشير أفضل الأدلة إلى أن سفر أستير كُتب بين بداية حكم خشايروس الأول وسقوط فارس، أي بين 486 و331 قبل الميلاد.

يجدر بالذكر أن بعض ترجمات الكتاب المقدس تستخدم الاسم العبري للملك الفارسي "أخشورشع" (مثل ESV، NASB، KJV)، في حين تستخدم ترجمات أخرى اسمه اليوناني "خشايروس" (مثل NIV، NLT، BSB). حكم خشايروس من حوالي 486 إلى 465 قبل الميلاد. ونظرًا لأن أستير كُتب على الأرجح في نهاية حياة الملك أو بعدها بقليل، فإن هذه التفاصيل التاريخية تساعد في تحديد زمن تأليف السفر.

يبدأ زمن كتابة أستير حوالي 486 قبل الميلاد، مع بداية حكم خشايروس الأول في فارس. تذكر الآية الأولى من السفر: "هذا ما حدث في أيام خشايروس، خشايروس الذي ملك على 127 مقاطعة من الهند إلى كوش" (أستير 1:1). وعلامة زمنية أخرى في أستير 3: 7 التي تشير إلى الأحداث "في السنة الثانية عشرة لملك خشايروس"، ما يؤكد وقوع القصة في القرن الخامس قبل الميلاد. ومع ذلك، غالبًا ما يمتد إطار زمن تأليف أستير إلى 331 قبل الميلاد، وهو التاريخ الذي يمثل نهاية الحكم الفارسي وصعود اليونان تحت قيادة الإسكندر الأكبر.

رغم أن السياق التاريخي يساعد في تحديد زمن تأليف أستير، إلا أن تحديد مؤلفه يوفر إطارًا أكثر دقة. المشكلة أن سفر أستير مجهول المؤلف. يقترح بعض الباحثين أن شخصية توراتية مثل مردخاي، عزرا، أو نحميا قد تكون المؤلف، لكن لا يوجد اتفاق قاطع. مع ذلك، هناك دليلان يشيران إلى عزرا كمرشح قوي: أولًا توقيت خدمته التي بدأت حوالي 458 قبل الميلاد في عهد أردشير الأول، الذي خلف خشايروس. ثانيًا، كان عزرا كاتبًا معروفًا بتوثيق تاريخ إسرائيل (عزرا 7: 6).

علاوة على ذلك، تشير أستير 10: 2 إلى زمن الكتابة: "وكافة أعمال القوة والجبروت التي صنعها الملك مع حساب كامل لعظمة مردخاي الذي عينه الملك، أليست مكتوبة في سفر أخبار ملوك مديا وفارس؟" هذه العبارة، رغم أنها لا تذكر وفاة الملك صراحة، إلا أنها تستخدم في العهد القديم للدلالة على وفاة الملك (انظر أيضًا 1 ملوك 14: 29؛ 2 أخبار الأيام 32: 32). لذا، فإن هذه الآية توحي بأن سفر أستير كُتب بعد انتهاء حكم خشايروس.

في أحد أشهر مشاهد السفر، يناشد مردخاي أستير لإنقاذ الشعب اليهودي قائلاً: "لأنه إن سكتِ الآن في مثل هذا الوقت، فسيقوم خلاص ويخلّص لليهود من مكان آخر، وأما أنتِ وعائلة أبيك فتهلكان. ومن يعلم هل لهذه الساعة قد أتيتِ إلى الملكة؟" (أستير 4: 14). حدث كل ذلك في القرن الخامس قبل الميلاد، وتم تدوينه لاحقًا كتسجيل لإخلاص الله لشعبه.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

متى كُتب سفر أستير؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries