settings icon
share icon
السؤال

متى كُتب سفر عاموس؟

الجواب


دعا الله عاموس إلى الخدمة النبوية في القرن الثامن قبل الميلاد. رغم أن عاموس كان من مملكة يهوذا الجنوبية، تنبأ لشعب مملكة إسرائيل الشمالية. ركزت رسالته على حاجة إسرائيل إلى التوبة من فسادها وعبادتها للأوثان، كما أعلن حكمًا على الأمم المجاورة. في فترة تراجع الوطن داخليًا وتهديدات خارجية، تحديدًا حوالي عام 755 قبل الميلاد، كتب عاموس السفر الذي يحمل اسمه.

توضح الأدلة المتعلقة بتأليف عاموس زمن كتابة السفر. يعرّف النبي نفسه في الآية الافتتاحية: "كلام عاموس، أحد رعاة تقوع - الرؤيا التي رآها عن إسرائيل قبل الزلزال بسنتين، حين كان عزيا ملك يهوذا ويربعام بن يهوشع ملك إسرائيل" (عاموس 1:1).

يشير عاموس إلى نفسه أيضًا لاحقًا في السفر بصيغة المتكلم. يصف خلفيته كراعٍ وراعٍ لأشجار التين المسيقارية قبل أن يدعوه الله للنبوءة لإسرائيل. ويكتب: "فأخذني الرب من وراء الغنم وقال لي: اذهب تنبأ لشعبي إسرائيل" (عاموس 7: 15). هذه الإشارات الشخصية مع التفاصيل التاريخية في الآية الأولى تدعم تأليفه وتؤكد تاريخ كتابة السفر.

تشير الإشارات إلى عزيا ويربعام الثاني في الآية الأولى إلى فترة حكمهما، حيث حكم عزيا في يهوذا من حوالي 792 إلى 740 قبل الميلاد، وربعام الثاني حكم إسرائيل من حوالي 793 إلى 753 قبل الميلاد. هذا التداخل في حكمهما يتوافق مع تفاصيل أخرى مذكورة في عاموس 1:1، مما يدعم رأي أن السفر كُتب في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد.

الزلزال الذي يذكره عاموس في بداية سفره، والذي وقع في عهد عزيا، يساعد أيضًا في تأريخ خدمته وكتابة السفر. اكتشف علماء الآثار أدلة على زلزال ضخم في القرن الثامن قبل الميلاد في مواقع مختلفة في إسرائيل والأردن. وبناءً على حجم الدمار، يقدر بعض الباحثين أن قوة الزلزال كانت بين 7.5 و8 على مقياس ريختر. كان تأثيره كبيرًا حتى أن زكريا أشار إليه لاحقًا بـ"زلزال في أيام عزيا ملك يهوذا"، رغم أنه كتب بعد حوالي 300 سنة (زكريا 14: 5).

بالإضافة إلى ذلك، كان عاموس يخدم في نفس فترة أنبياء آخرين مثل هوشع وإشعياء ويونان، حيث ذكر كل منهم أو خدم خلال حكم نفس الملوك (إشعياء 1:1؛ هوشع 1:1؛ 2 ملوك 14: 25).

رغم ظروف الزمن الصعبة التي عاش فيها عاموس، ظل واثقًا في حكم الله السيادي على إسرائيل ويهوذا والأمم المحيطة. أعلن: "الرب السيّد لا يفعل شيئًا إلا إذا كشف سره لعبيده الأنبياء" (عاموس 3: 7). ومع ذلك، وبّخ الله فساد إسرائيل وظلمها، وكان يريدهم أن يعيشوا حياة تكرم الله. وأظهر عاموس ذلك بقوله: "لكِنْ يَتَدَفَّقُ الْعَدْلُ كَالمِيَاهِ، وَالصِّدْقُ كَنَهْرٍ لاَ يَنْقَطِعُ!" (عاموس 5: 24).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

متى كُتب سفر عاموس؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries