settings icon
share icon
السؤال

متى كُتب سفر صموئيل الثاني؟

الجواب


يروي سفر صموئيل الثاني قصة حكم داود ملكًا على إسرائيل. كان حكمه حقبة مهمة في تاريخ إسرائيل، حيث حقق نجاحات عسكرية، واتساعًا جغرافيًا، ووحدة سياسية. وكان أيضًا يتميز بزيادة تفاني إسرائيل تجاه الله. رغم أن تأليف سفر صموئيل الثاني مجهول، إلا أن السفر يشير إلى أحداث تاريخية خلال فترة حكم داود وبعدها، وهذه الإشارات توفر أدلة عن زمن تأليفه.

من المهم أن نعرف أن سفر صموئيل الأول وصموئيل الثاني كانا في الأصل كتابًا واحدًا في الكتاب المقدس العبري يُدعى "صموئيل". يساعد فهم السياق التاريخي على تحديد زمن كتابة سفر صموئيل الثاني. بينما يصف سفر صموئيل الأول مسح داود ملكًا (صموئيل الأول 16: 1-13) والمعارضة التي واجهها (صموئيل الأول 18-27)، يسجل سفر صموئيل الثاني صعوده وحكمه. حكم داود يهوذا ثم كل إسرائيل (الفصول 1-10). كملك، تغلب على تهديدات خارجية مثل الفلسطينيين (صموئيل الثاني 5: 17-25). في الجزء الثاني من السفر، يواجه داود تحديات داخلية ناجمة إلى حد كبير عن زناه مع بثشبع (الفصول 11-20). ويشمل القسم الأخير (الفصول 21-24) قصصًا إضافية عن نجاحات وإخفاقات داود وتأملاته في صلاح الله.

التواريخ التقريبية لأحداث سفر صموئيل الأول والثاني معروفة جيدًا. تدور أحداث صموئيل الأول على مدى نحو 110 سنوات، من ميلاد صموئيل حوالي 1120 قبل الميلاد حتى موت شاول حوالي 1011 قبل الميلاد. ثم تمتد أحداث صموئيل الثاني على 40 سنة فترة حكم داود، من حوالي 1011 إلى 971 قبل الميلاد.

علاوة على ذلك، نظرًا لأن السفرين يشيران إلى المملكة المنقسمة (مثل صموئيل الأول 11: 8؛ صموئيل الثاني 5:5)، فلا بد أنهما كُتبا بعد الانقسام في 931 قبل الميلاد. مثلاً، يذكر صموئيل الثاني 12: 8 المملكتين الشمالية والجنوبية: "وأعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك في يدك، وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا" (ترجمة إنجليزية معيارية). وبما أن أحداث صموئيل الثاني تتبع أحداث صموئيل الأول، فمن المنطقي أن يكون قد كتب لاحقًا.

رغم أن الأدلة تشير إلى أن سفر صموئيل الثاني كُتب بعد 931 قبل الميلاد، إلا أنه لا توجد مؤشرات واضحة لتضييق فترة تأليفه بشكل دقيق. وبما أن اللغة العبرية في السفرين تشبه لغات أسفار أخرى كُتبت قبل سبي إسرائيل في 722 قبل الميلاد، يقترح بعض العلماء أن السفر قد كُتب قبل هذا الحدث. باختصار، أفضل الأدلة تشير إلى أن سفر صموئيل الثاني كُتب بين 931 و722 قبل الميلاد، مع الاستناد جزئيًا إلى سجلات من عهد داود.

فهم سياق سفر صموئيل الثاني يوفر أساسًا لفهم رسالته اللاهوتية المهمة. ففي صموئيل الثاني 7: 1-17، عقد الله عهدًا تاريخيًا مع داود قائلاً: "ويثبت بيتك وملكك إلى الأبد قدامي، وكرسيك يُثبت إلى الأبد" (صموئيل الثاني 7: 16). ورغم أخطاء داود وأخطاء أمة إسرائيل، يعكس السفر أن الله حافظ على وعوده لإسرائيل القديمة كما يفعل اليوم.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

متى كُتب سفر صموئيل الثاني؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries