السؤال
متى كُتب سفر أخبار الأيام الثاني؟
الجواب
أمانة الله لوعوده هي موضوع مركزي في سفر أخبار الأيام الثاني. شهد قراء السفر الأوائل نهاية السبي الذي فرضه الله على جيل بني إسرائيل السابق. كما شهدوا بداية فصل جديد للأمة حين عادوا إلى وطنهم لتجديد العهد الذي أقامه الله مع أسلافهم (تكوين 12: 1-3). كُتب سفر أخبار الأيام الثاني بعد السبي لتشجيع هؤلاء اليهود العائدين، ويُرجح أن يكون قد كُتب بين 450 و430 قبل الميلاد.
في الأصل، كان سفر أخبار الأيام الأول والثاني كتابًا واحدًا يُعرف باسم "أخبار الأيام". يتتبع السفر تاريخ إسرائيل من آدم حتى فترة ما بعد السبي، وهي زمن قراء السفر الأصليين. وفقًا للتقليد اليهودي، كتب عزرا أخبار الأيام (راجع عزرا 7: 1-6). ومع ذلك، لا توجد أدلة داخلية أو خارجية كافية تدعم هذا الادعاء. على وجه التحديد، لا يُحدد أي من أخبار الأيام الأول أو الثاني - ولا أي نص كتابي آخر- بوضوح مؤلف هذه الأسفار. لذلك، لا يمكن تقدير زمن تأليف أخبار الأيام الثاني بناءً على حياة المؤلف.
رغم أن مؤلف أخبار الأيام الثاني غير معروف، إلا أن محتوى السفر يشير إلى زمن محتمل لتأليفه. تنتهي الفصول التسعة الأولى من أخبار الأيام الأول، التي تحتوي على أنساب، بمعلومات عن بني إسرائيل الذين عادوا من السبي: "وأُخذ يهوذا إلى السبي في بابل بسبب خيانته. وأما الذين عادوا ليستقروا في ممتلكاتهم في مدنهم فكانوا إسرائيل والكهنة واللاويون وخدام الهيكل" (أخبار الأيام 9: 2-3). هذه التفاصيل توحي بأن "أخبار الأيام"، بما في ذلك أخبار الأيام الثاني، قد اكتملت قريبًا من زمن عودة إسرائيل من الأسر، حوالي عام 430 قبل الميلاد.
ينتهي السفر بإشارة إلى عودة اليهود إلى وطنهم: "وفي السنة الأولى لكورش ملك فارس لكي يتم كلام الرب على لسان إرميا، أثار الرب روح كورش ملك فارس، فصنع إعلانًا في جميع مملكته ووضعه في كتاب" (أخبار الأيام 36: 22). وصرح كورش قائلاً: "الرب إله السماوات أعطاني كل ممالك الأرض، وأوصاني أن أبني له بيتًا في أورشليم التي في يهوذا. من يكون منكم من كل شعبه فليكن الرب إلهه معه، فليصعد" (أخبار الأيام 36: 23).
واجه اليهود العائدون إلى وطنهم تحديات أثناء عملهم على إعادة بناء حياتهم وترميم مجتمعهم. وبينما جددوا تفانيهم لله من خلال العبادة في الهيكل المبني من جديد، كانوا يترقبون وعود الله لمستقبلهم، بما في ذلك الرجاء بالمسيح. وفقًا لنبوءات تكوين 49: 10 وميخا 5: 2، سيأتي المسيح اليهودي من سبط يهوذا. يقتبس إنجيل متى، أول الأناجيل في العهد الجديد، نبوءة ميخا لتحديد يسوع الناصري كمسيح الموعود: "وأما أنت يا بيت لحم أرض يهوذا، فلا أصغر بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج راعٍ يرعى شعبي إسرائيل" (متى 2: 6؛ راجع ميخا 5: 2، 4؛ عبرانيين 7: 14).
English
متى كُتب سفر أخبار الأيام الثاني؟
