السؤال
متى كُتب سفر صموئيل الأول؟
الجواب
يروي سفر صموئيل الأول الفترة الانتقالية في تاريخ إسرائيل بين زمن القضاة وتأسيس الملكية. لا توجد إشارات صريحة في السفر تحدد وقت كتابته بدقة، لكن هناك دلائل تشير إلى أن تأليفه تم في الجيل التالي للأحداث التي يصفها. كُتب سفر صموئيل الأول على الأرجح بعد انقسام إسرائيل إلى مملكتي الشمال والجنوب في عام 931 قبل الميلاد، وقبل أن يأخذ الآشوريون مملكة الشمال إلى السبي عام 722 قبل الميلاد.
لفهم فترة كتابة السفر بشكل أفضل، من المهم الاطلاع على هيكلته. القسم الأول يصف حياة وخدمة القاضي الأخير، صموئيل (الإصحاحات 1-7). القسم الثاني يركز على تعيين وحكم أول ملوك إسرائيل، شاول (الإصحاحات 8-15). القسم الأخير، الذي يشكل تقريبًا نصف السفر ويعتبر مقدمة لسفر صموئيل الثاني، يروي اضطهاد داود، الملك المستقبلي لإسرائيل (الإصحاحات 16-31). تغطي هذه الأحداث نحو 110 سنوات، من ميلاد صموئيل حوالي 1120 قبل الميلاد حتى وفاة شاول حوالي 1011 قبل الميلاد.
دليل على توقيت كتابة السفر موجود في سفر أخبار الأيام الأول 29: 29، حيث يُذكر أن صموئيل ربما ساهم في كتابة سفر صموئيل: «أما أعمال داود من البداية إلى النهاية فهي مكتوبة في أخبار صموئيل النبي، وفي أخبار ناثان النبي، وفي أخبار جاد النبي». هذا يؤيد الرأي اليهودي التقليدي بأن صموئيل هو مؤلف سفري صموئيل الأول والثاني، اللذين كانا في الأصل سفرًا واحدًا يُسمّى «صموئيل». لكن هناك أدلة في سفر صموئيل الأول تشير إلى أن بعض محتواه استكمل بعد وفاة صموئيل، مثل وصف موته (صموئيل الأول 25: 1).
تفاصيل إضافية عن وقت كتابة السفر تظهر في الإشارات إلى المملكة المنقسمة التي حصلت بعد عهد سليمان. على سبيل المثال، يقول صموئيل الأول 27: 6 «في ذلك اليوم أعطاه أخيش صقلغ. ولهذا بقيت صقلغ لملوك يهوذا إلى هذا اليوم« ؛ انظر أيضًا ( 11: 8، 17: 52، 18: 16). ذكر «ملوك يهوذا» يدل على أن السفر كُتب بعد انقسام إسرائيل إلى مملكتين: المملكة الشمالية التي احتفظت باسم «إسرائيل» والمملكة الجنوبية التي اتخذت اسم «يهوذا». ونظرًا لأن الانقسام حدث عام 931 قبل الميلاد، فلا بد أن سفر صموئيل الأول كُتب بعد ذلك التاريخ.
لذا، يعتبر عام 931 قبل الميلاد نقطة بداية معقولة لتأليف السفر، أما تاريخ نهايته فهو أقل وضوحًا. يقترح بعض الباحثين عام 722 قبل الميلاد كحد أقصى، لأن السفر لا يذكر سبي الأشوريين، واللغة العبرية الأصلية فيه تشبه أسلوب كتب أخرى من نفس الحقبة مثل يشوع والقضاة. لذلك، التقدير الأفضل هو أن سفر صموئيل الأول كُتب بين 931 و722 قبل الميلاد.
يعكس سفر صموئيل الأول دورة الخطيئة والعقاب والتوبة والاستعادة التي تظهر طوال تاريخ إسرائيل في العهد القديم. وسجل هذه الحقبة، رغم تضمنه لحظات سقوط، هو شهادة على أمانة الله العهدية. وقد أكد صموئيل ذلك في خطابه الوداعي: «لأن الرب لا يترك شعبه من أجل اسم عظيمه، لأن الرب ارتضى أن يصنع لكم شعبًا لنفسه» (صموئيل الأول 12: 22).
English
متى كُتب سفر صموئيل الأول؟