السؤال
ما هي المغفرة؟
الجواب
المغفرة في الكتاب المقدس تعني "التحرير" أو "الإسقاط" لشيءٍ ما. فالمغفرة التي نحصل عليها في المسيح تتضمن تحرير الخطاة من العقوبة العادلة من الله، والإسقاط الكامل لكل التهم الموجهة إلينا (انظر رومية 8: 1). ويقول كولوسي 1: 14 إنه في ابن الله الحبيب "لَنَا ٱلْفِدَاءُ، غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا". وقد ترجمتها النسخة الموسعة (Amplified Bible) على النحو التالي: "غفران خطايانا [وإلغاء عقوبة الخطية]". فمغفرة الله النابعة من نعمته لخطايانا يجب أن تكون المقياس الذي نقيس به مغفرتنا الكريمة للآخرين (أفسس 4: 32).
بالنسبة للبعض، قد تبدو المغفرة كنوع من الضعف أو كأنها تمنح النصر لشخص لا يستحقه، لكنها في الواقع لا علاقة لها بالضعف أو حتى بالعواطف. بل إن المغفرة هي عمل إرادي. فهي لا تُمنح لأن الشخص يستحقها، لأنه لا أحد يستحق الغفران. بل إن المغفرة عمل متعمد من المحبة والرحمة والنعمة. المغفرة هي قرار بعدم تحميل الآخر ما فعله ضدك، بغض النظر عن فعله.
ما هي المغفرة فيما يتعلق بالخلاص؟ المغفرة جزء لا يتجزأ من الخلاص. فعندما يغفر لنا يسوع، تُمحى خطايانا، وتُزال تعدياتنا وآثامنا. ويُشبَّه غفران الخطية في الكتاب المقدس بإلغاء دين مالي. فعندما قال يسوع "قد أُكمِل" من على الصليب (يوحنا 19: 30)، كان يقصد حرفيًا: "قد تم الدفع بالكامل" (باللغة اليونانية: "تيتيليستاي"). لقد أخذ يسوع العقاب الذي كنا نستحقه، ولذلك فعندما يغفر الله لنا خطايانا، نكون أحرارًا؛ لم نعد نعيش تحت ذلك الدين. لقد مُحيت خطايانا، والله لن يُحاسبنا عليها مرة أخرى (مزمور 103: 12).
ويستحيل الحصول على الخلاص دون المغفرة. الخلاص هو إنقاذ الله لنا من تبعات الخطية. وخلاص الله في المسيح هو أسمى مثال على المغفرة. ويجب أن تُقبَل مغفرة الله من خلال التوبة والإيمان. فهل قبلت مغفرة الله؟
ما هي مغفرة الآخرين؟ المغفرة أيضًا عنصر أساسي في حياة المؤمنين. يأمرنا أفسس 4: 32 أن "كُونُوا لَطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ، مُتَسَامِحِينَ، كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللهُ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ." وبالمثل، يقول كولوسي 3: 13: "ٱحْتَمِلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَٱغْفِرُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ ٱلرَّبُّ، كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا." المفتاح في هذين النصين هو أننا نغفر للآخرين كما غفر الله لنا. ولماذا نغفر؟ لأننا قد غُفر لنا!
ويعلمنا الكتاب المقدس أننا يجب أن نغفر لمن يخطئ إلينا. فلا نُبقي سجلًا بالإساءات (كورنثوس الأولى 13: 5)، بل نغفر بقدر ما يلزم (متى 18: 21–22). إن رفض المغفرة يُظهر مشاعر استياء ومرارة وغضب، وكلها ليست من صفات المؤمن الناضج روحيًا. ومن الناحية الكتابية، المغفرة ليست فقط أمرًا يقدمه الشخص المتضرر؛ بل تتطلب أيضًا من المسيء أن يقبلها، مما يؤدي إلى المصالحة في العلاقة.
ويعد الله بأنه عندما نأتي إليه معترفين بخطايانا وطالبين المغفرة، فإنه يمنحها لنا بحرية من أجل المسيح (يوحنا الأولى 1: 9). وبنفس الطريقة، يجب أن تكون المغفرة التي نمنحها للآخرين بلا حدود (لوقا 17: 3–4).
English
ما هي المغفرة؟