settings icon
share icon
السؤال

ما هو المجمع الكنسي؟

الجواب


المجمع الكنسي هو مجلس أو اجتماع يُعقد عادةً لمناقشة واتخاذ قرارات بشأن أمور تتعلق بعقيدة الكنيسة أو إدارتها. وتعود كلمة "مجمع" إلى الكلمة اليونانية سينودوس (σύνοδος) التي تعني "اجتماع" أو "لقاء". وفي مختلف الطوائف المسيحية، أسهمت المجامع في تشكيل السياسات الكنسية، وحل النزاعات اللاهوتية، وتعزيز الوحدة بين المؤمنين.

يمكن عقد المجامع على مستويات محلية أو إقليمية أو وطنية أو عالمية. وتؤثر القرارات التي تتخذها هذه المجامع بشكل كبير على حياة الكنيسة، حيث تمتد آثارها إلى الممارسات الليتورجية، والتأكيدات العقائدية، والإجراءات التأديبية.

في تاريخ الكنيسة، لعبت مجامع عدة دورًا حاسمًا في تطوير العقيدة المسيحية وتنظيم الكنيسة. وكان أول هذه المجامع هو مجمع أورشليم (نحو سنة 49 ميلادية) الموصوف في أعمال الرسل 15. وتُعد المجامع السبعة التالية في التاريخ الكنسي مقبولة من جميع فروع المسيحية. ومنها مجمع نيقية (سنة 325 م) الذي نتج عنه قانون الإيمان النيقاوي، ومجمع خلقدونية (سنة 451 م) الذي حدد طبيعة المسيح وشخصه بدقة.

وفيما يلي بعض المجامع الكنسية البارزة الأخرى:

• مجمع هيبو (سنة 393 م): عُقد في مدينة هيبو ريجيوس (عنابة حاليًا في الجزائر)، وساهم في تحديد قانون الأسفار المقدسة. أقر هذا المجمع قائمة بكتب العهدين القديم والجديد التي تُعد أسفارًا موحى بها ومعتمدة للكنيسة. ورغم أن قراراته لم تُقبل فورًا من الكنيسة كافة، إلا أنها مهدت الطريق لمجامع لاحقة أكدت على نفس القائمة.

• مجمع قرطاج (سنة 397 م): استكمل عمل مجمع هيبو في تأكيد قانون الكتاب المقدس. وقد عُقد هذا المجمع في قرطاج (تونس حاليًا) وأعاد التأكيد على قائمة الأسفار القانونية، مما ساعد على توحيد النص المقدس والعقيدة.

• مجمع ويتبي (سنة 664 م): عُقد في دير ويتبي في نورثمبريا (إنجلترا حاليًا)، وكان لحظة حاسمة في تاريخ الكنيسة الإنجليزية. حسم المجمع النزاع بين التقاليد الرومانية والكلتية بشأن حساب تاريخ عيد الفصح وبعض الممارسات الكنسية الأخرى. وأدى قراره باتباع العادات الرومانية إلى تقريب الكنيسة الإنجليزية من الكنيسة المسيحية العالمية.

• مجمع فرانكفورت (سنة 794 م): دعا إليه الإمبراطور شارلمان، وتناول قضايا لاهوتية وإدارية في إمبراطوريته الكارولنجية. وكان من أبرز نتائجه رفض قرار مجمع نيقية الثاني بشأن تبجيل الأيقونات، مما عكس موقف الكنيسة الفرنجية من تحطيم الأيقونات. وتناول المجمع أيضًا إصلاحات كنسية وتنظيمية.

• مجمع دورت (1618–1619 م): يُعرف أيضًا باسم مجمع دوردريخت، وكان مجمعًا دوليًا عُقد في مدينة دوردريخت الهولندية. ناقش المجمع الخلاف اللاهوتي بين الأرمينيانية والكالفينية داخل الكنيسة المصلحة الهولندية، وانتهى برفض الأرمينيانية وتأكيد ما يُعرف بنقاط الكالفينية الخمس: الفساد التام، الاختيار غير المشروط، الكفارة المحدودة، النعمة التي لا تُقاوَم، وثبات المؤمنين.

• مجمع الأساقفة (منذ 1965 حتى اليوم): أسسه البابا بولس السادس بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، وهو سلسلة مستمرة من الاجتماعات المجمعية في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. ويتيح هذا المجمع للأساقفة الكاثوليك من مختلف أنحاء العالم مناقشة قضايا مهمة تواجه الكنيسة وتقديم المشورة للبابا. وقد تناولت موضوعاته قضايا مثل التبشير، والحياة الأسرية، وتحديات العصر الحديث.

لقد كان للمجامع دور جوهري في تشكيل المسيحية وتنظيمها عبر العصور. فمن تحديد قانون الأسفار المقدسة إلى تأكيد العقائد اللاهوتية، ساعدت هذه المجامع الكنيسة على تجاوز أوقات التغيير والتحدي. ودراسة المجامع الكبرى في تاريخ الكنيسة تُتيح للمؤمنين فهمًا أعمق للطبيعة الديناميكية والمتطورة للمسيحية.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

ما هو المجمع الكنسي؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries