السؤال
ما هو الكيبوتس؟
الجواب
الكيبوتس هو مستوطنة جماعية حديثة نسبيًا وفريدة من نوعها في إسرائيل. أُسس أول كيبوتس (ديجانيا ألف) في عام 1910 في وادي الأردن قرب الساحل الجنوبي لبحيرة طبرية. اليوم، يوجد أكثر من 270 كيبوتسًا في إسرائيل. في البداية، كانت معظم الكيبوتسات تجمعات زراعية أو مجتمعات تعمل في الزراعة بشكل جماعي. مع مرور الوقت، تطورت هذه المجتمعات بشكل كبير، فأصبح العديد منها الآن مجتمعات خاصة تضم مجموعة واسعة من الأنشطة الصناعية والتنموية والاقتصادية. كلمة كيبوتس مأخوذة من المصطلح العبري الحديث "قبّوس" والذي يعني "تجمع" أو "تكتل". أما الكيبوتسات الأولى فكانت تسمى "كفوتسات" وتعني "مجموعة". ويسمى عضو الكيبوتس "كيبوتزنيك".
بدأت حركة الكيبوتس في أوائل القرن العشرين بعد حركة بيلو، حيث هاجر يهود روس إلى إسرائيل لتأسيس تجمعات زراعية. كانت الظروف البيئية القاسية تجعل زراعة الأرض مستقلة أمراً شبه مستحيل، فكان العيش الجماعي والعمل المشترك هو السبيل الوحيد للنجاح.
في عام 1909، اشترى عشرة شبان وامرأتان شابتان - برعاية الصندوق القومي اليهودي - أرضًا وأسسوا "كفوتسات ديجانيا" أو كيبوتس ديجانيا ألف، ويعني الاسم حرفيًا "مجموعة القمح" أو "مجتمع الحبوب". من رواد الحركة كان يوسف باراتز، ناشط صهيوني من الإمبراطورية الروسية، ومانيا شوحات، ثورية روسية. من المشاركين الأوائل البارزين أيضاً دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، وموشيه دايان، الذي ولد في كيبوتس ديجانيا وأصبح وزير الزراعة والدفاع والخارجية، وجوزيف ترومبلدور، ناشط صهيوني وبطل وطني يهودي.
تم تأسيس عدة كيبوتسات خلال فترة ما قبل الدولة الإسرائيلية، واستمرت في الظهور في كل أنحاء إسرائيل بعد الاعتراف الدولي بالدولة. كان الكيبوتزنيكيم يتقاسمون العمل؛ فبعضهم كان يدير المنزل، يطبخ، ويوفر التعليم للأطفال، بينما يعمل آخرون في الزراعة وجني المحاصيل. كان الجميع يشارك كل شيء. كان الطعام يؤكل معًا في قاعة طعام كبيرة. كانت الأعمال شاقة والتحديات يومية، لكن روح الجماعة والإنجاز كانت تعطي شعورًا بالرضا.
في السنوات الأخيرة، ظهرت توجهات نحو خصخصة هذه المجتمعات مع تقدم الاقتصاد الإسرائيلي. من أكبر وأغنى الكيبوتسات في إسرائيل كيبوتس عين جف على الساحل الشرقي لبحيرة طبرية، ويشتهر بصناعة زراعية وسياحية قوية. شركة نتافيم في كيبوتس حتسريم أصبحت رائدة عالمياً في معدات الري بالتنقيط. ديجانيا المتواضع يجني الآن ملايين الدولارات سنويًا من خلال مصنع لتقطيع الماس. بعض الكيبوتسات تتخصص في تشغيل فنادق منتجعية وجولات سياحية مثل روش هانيكرا، المشهور بمناظره الخلابة من منحدرات وكهوف على ساحل البحر المتوسط.
ساعدت حركة الكيبوتس في تشكيل الهوية الحالية لدولة إسرائيل. يضم الكيبوتس بين 80 إلى 2000 نسمة، ويعيش فيه حوالي 120,000 إسرائيلي اليوم، ما يعادل 2.8% من السكان الكليين. كلا من الأوليم (المهاجرين من الخارج) والسابر (المولودين في إسرائيل) هم من الكيبوتزنيكيم. كل عضو في الكيبوتس يتحدث العبرية، وهي اللغة الرئيسية في إسرائيل. العضو الذي يملك حقوق التصويت والامتيازات ويعيش طويل الأمد في الكيبوتس يُسمى "خافر". أما الزائر أو المشارك فهو من يعيش مؤقتًا في الكيبوتس. يوجد برنامج فريد يُدعى "أولبان الكيبوتس"، يُقدم مؤقتًا، يوفر للمشاركين معرفة عملية باللغة العبرية المحكية لمدة خمسة أشهر، والقدرة على قراءة نصوص مبسطة، وأساس للدراسة اللغوية المتقدمة. (https://kibbutzulpan.org/about_program/, accessed 8/21/23) .
English
ما هو الكيبوتس؟