settings icon
share icon
السؤال

هل كان يسوع فلسطينيًا؟

الجواب


للإجابة على هذا السؤال، ينبغي أولًا تحديد المصطلحات بدقة. تشير كلمة "فلسطين" إلى معانٍ واستخدامات تاريخية مختلفة، وقد اكتسبت مع الوقت دلالات جديدة. جاء يسوع إلى الأرض كإنسان من الشرق الأوسط، وُلِد في بيت لحم، وهي حاليًا جزء من الضفة الغربية. نشأ في الناصرة، الواقعة في شمال ما يُعرف اليوم بدولة إسرائيل. لكن من الناحية الدينية والعرقية، لم يكن هناك جدال حول كونه يهوديًا، وليس عربيًا. لذا، بناءً على الطريقة التي يُستخدم بها المصطلح "فلسطيني" اليوم، لا يمكن القول إن يسوع كان فلسطينيًا بالمعنى المتداول حاليًا.

في السياق الجغرافي والتاريخي، يمكن اعتبار يسوع فلسطينيًا، حيث وُلد وعاش ومات وقام في منطقة أُطلق عليها عبر العصور اسم "فلسطين". قبل قيام دولة إسرائيل الحديثة، كان مصطلح "فلسطيني" يشمل كل من سكن المنطقة، سواء كانوا يهودًا أو مسلمين أو أي فئة أخرى.

لكن مع مرور الوقت، تقلصت دلالات مصطلحي "فلسطين" و"فلسطيني". في الاستخدام الحديث، يُقصد بهما غالبًا السكان العرب والمسلمين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة. لذا، لكي يكون تعبير "يسوع كان فلسطينيًا" صحيحًا بمعناه الحديث، يجب توسيع تعريف المصطلح ليشمل أيضًا اليهود المقيمين حاليًا في إسرائيل، وهو ما يتعارض مع الغرض الذي يُستخدم فيه المصطلح للإشارة إلى مجموعة عرقية أو إقليمية محددة.

في بعض الأحيان، وعند محاولة كسر الصور النمطية حول يسوع، يتم تبسيط الأفكار أو توسيع تعريفاتها بشكل غير دقيق. على سبيل المثال، لا يمكن اعتبار يسوع "لاجئًا" وفقًا للمفهوم الحديث، رغم أن بعض جوانب حياته تعكس تجارب يمر بها الناس اليوم. ومن المهم التذكير بأن يسوع لم يكن من النخبة الثقافية في زمانه، لكنه أيضًا لم يكن لاجئًا بالمعنى المتداول حاليًا.

وبالمثل، قد يستخدم البعض عبارة "يسوع كان فلسطينيًا" للتأكيد على كونه رجلًا فقيرًا من الشرق الأوسط عاش في ظل احتلال أجنبي، كما هو حال بعض السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة اليوم. لكن على الرغم من أن يسوع عاش في منطقة حملت اسم "فلسطين"، والتي تشمل مناطق تُنسب اليوم إلى الفلسطينيين المعاصرين، فإنه لم يكن فلسطينيًا من الناحية العرقية أو الدينية كما يُفهم المصطلح حاليًا. لم يكن يسوع فلسطينيًا في العصر الحديث، تمامًا كما لم يكن أمريكيًا أو روسيًا أو هنديًا أو برازيليًا أو إثيوبيًا.

إن رسالة يسوع في الإنجيل موجهة إلى جميع البشر، بغض النظر عن ثقافاتهم أو خلفياتهم (متى 28: 19؛ غلاطية 3: 28؛ رؤيا 7: 9). وأهم هوية تبناها كانت كونه إنسانًا من أجل خلاص البشرية جمعاء (يوحنا 1: 14؛ عبرانيين 4: 15)، إذ جاء ليمنح الحياة لجميع الناس (يوحنا 3: 16).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

هل كان يسوع فلسطينيًا؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries