settings icon
share icon
السؤال

ما هو تفسير المسار؟

الجواب


التفسير هو دراسة المبادئ والأساليب الخاصة بتفسير نص الكتاب المقدس. تفسير المسار أو تفسير حركة الخلاص (RMH) هو منهج تفسير يسعى لتحديد موضوع معين داخل النص وتتبع "مساره" عبر الكتاب المقدس لرؤية كيف كان الله يعمل تدريجيًا على "تحرير" ذلك الموضوع ودفع العالم نحو معيار أفضل. بعد تحديد المسار، يتم تعميمه على العالم المعاصر لمعرفة كيف ينبغي أن ننظر إلى نفس الموضوع اليوم.

المهمة الأولى لتفسير المسار أو تفسير حركة الخلاص هي رؤية الموضوع من وجهة نظر المستلمين الأصليين. ثم يتم تتبع الموضوع عبر "مسار" تدريجي خلال التاريخ (أو على الأقل عبر الشهادة الكتابية). وأخيرًا، يُفترض أن يستمر مسار الموضوع بعد العهد الجديد ليؤثر على قضايا في عالمنا اليوم.

يُستخدم موضوع العبودية كثيرًا لتوضيح تفسير المسار أو تفسير حركة الخلاص. في الأجزاء الأولى من الكتاب المقدس، كانت العبودية مقبولة كجزء طبيعي من الثقافة، حتى بين العبرانيين. ومع ذلك، حدّ قانون موسى مما يمكن فعله بالعبيد ووفّر معاملة إنسانية مقارنةً بما سمح به الثقافات المحيطة. تظهر هذه القواعد "المسار" الذي أراد الله أن يسلكه بالنسبة للعبودية. في العهد الجديد، نُهِى السادة عن إساءة معاملة عبيدهم (كولوسي 4: 1)، واعتبر بولس عبدًا كأخ له في المسيح (فليمون 1: 16). وهذا يواصل "مسار" الخلاص. وفقًا لتفسير المسار، يمكننا تتبع المسار الذي حدده الكتاب المقدس واستنتاج أن الله رغب في تحرير العبيد. رغم عدم وجود نص صريح يلغى العبودية كليًا، يمكننا الاستنتاج من "حركة الخلاص" في الكتاب المقدس أن إرادة الله كانت إنهاء العبودية لتحسين المجتمع. عبر تمديد المسار الذي بدأه الكتاب المقدس، يمكننا الوصول إلى استنتاج منطقي.

لذا نرى أن تفسير حركة الخلاص أو تفسير المسار يركز بشكل رئيسي على الأخلاق الاجتماعية. يحاول تقديم إجابات للقضايا الحديثة التي لا يتناولها الكتاب المقدس مباشرة من خلال إيجاد "الروح الخلاصية" خلف نص الكتاب المقدس و"تطوير" الأخلاق التي توجد في بذور داخل الكتاب. من القضايا الأخرى التي يتناولها أنصار تفسير المسار مثل العلاقات الجنسية المثلية ودور المرأة في الخدمة.

بحكم تعريفه، يتجاوز تفسير المسار أو تفسير حركة الخلاص ما يقوله الكتاب المقدس نصيًا. يعتمد على "تمديد منطقي" للكتاب المقدس لتطبيقه في الحياة المعاصرة. ولا يرى أنصاره أن منهجهم يتعارض مع الطريقة التقليدية للشرح النحوي والتاريخي للنص.

لكن لتفسير المسار أو تفسير حركة الخلاص مخاطر في تعامله مع الكتاب المقدس. أحدها ذُكر سابقًا - تتبع "مسار" مبدأ كتابي يتجاوز ما يقوله الكتاب فعليًا عن مسألة ما. إذا كان الأخلاق الكتابية "غير مكتملة"، كما يقول تفسير حركة الخلاص، ويجب "تطويرها" خارج الكتاب، فمن يقرر "المسار" وأين يتوقف؟ وإذا أدى المنطق إلى "أخلاق نهائية" تختلف عن تعليم الكتاب المقدس الصريح، فهل هذه الأخلاق أفضل من أخلاق الكتاب؟ وإذا كان الأمر كذلك، ألم نستبدل سلطة الكتاب بمنطقنا؟

ضعف آخر لتفسير المسار أو تفسير حركة الخلاص هو اعتماده الكبير على معرفة الثقافة التي كُتب فيها الكتاب المقدس. لكي يرسم طالب الكتاب المقدس "مسار" قضية أخلاقية، يجب أن يفهم كيف تعارض تعليم الكتاب المقدس مع الثقافات المختلفة عبر التاريخ. لكن هذه المعرفة ليست متاحة دائمًا، وحتى عندما تكون متاحة، فهي ليست بمتناول الجميع، فلا يمكن اعتبارها ضرورية لفهم رسالة الكتاب المقدس. كما أن الطريقة النحوية-التاريخية للتفسير تسعى لفهم البيئة الثقافية التي كتب فيها الكتاب المقدس، ولكن فقط كجزء من التفسير الجيد.

أفضل من محاولة التخمين إلى أين "كان الكتاب المقدس قد توجه" هو دراسة ما يقوله الكتاب المقدس بالفعل.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

ما هو تفسير المسار؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries