السؤال
ما هو مسكن موسى؟
الجواب
كان مسكن موسى مكان العبادة المؤقت الذي بناه بنو إسرائيل حسب تعليمات الله أثناء تجوالهم في الصحراء، واستخدموه حتى بنى الملك سليمان الهيكل. كلمة "مسكن" هي ترجمة لكلمة مِشْكان العبرية، التي تعني "مكان السكنى". ويحيي عيد المساكن ذكرى هذه الفترة من التيه قبل دخول بني إسرائيل أرض كنعان.
كان الشكل العام لمسكن موسى يتبع التقاليد المعمارية في ذلك الوقت. فقد تضمن فناءً خارجيًا بعرض حوالي خمسة وسبعين قدمًا وطول مائة وخمسين قدمًا، مع بناء خلفي مساحته خمس عشرة قدمًا في خمسة وأربعين قدمًا (خروج 27: 9–19). وكانت جدران الفناء تتكون من ستائر كتان مثبتة بخطاطيف برونزية على سلسلة من الأعمدة. وكانت الأعمدة مثبتة في قواعد برونزية وربما مشدودة بحبال موصولة بحلقات برونزية. وكان الباب، الذي يواجه دائمًا الشرق، طوله حوالي ثلاثين قدمًا ومكونًا من قماش أزرق وأرجواني وأحمر منسوج في ستارة كتان. وكان المذبح المحرَق والمغسلة البرونزية التي يطهّر فيها الكهنة أنفسهم موجودين في الفناء.
أما مسكن موسى نفسه، فكان موضوعًا في الخلف من الفناء (خروج 26). كانت الجوانب والخلفية مصنوعة من ألواح أكاسيا مغطاة بالذهب، بعرض حوالي 28 إنشًا وارتفاع 15 قدمًا. كان لكل لوح نتوءان ("لسانين") يتناسبان مع قواعد فضية. وحملت حلقات ذهبية خمسة قضبان طولية شدّت الألواح معًا بإحكام. وكان الجانب الشرقي مكوّنًا من خمسة أعمدة مغطاة بشاشة مشابهة لشاشة الفناء.
كان الخيمة مقسمة إلى غرفتين: المكان المقدس، حيث يوجد مائدة خبز العرض، والشمعدان الذهبي، ومذبح البخور؛ وقدس الأقداس، حيث يوضع تابوت العهد. كانت الغرفتان مفصولتين بستارة تشبه الشاشة الأمامية، مطرزة بالكروبيم ومعلقة على أربعة أعمدة أكاسيا مغطاة بالذهب بواسطة مشابك ذهبية.
الشكل الدقيق لمسكن موسى غير واضح تمامًا، وقد يكون غرفة بسقف مائل يشبه غطاء المطر. نعلم أنه كان مغطى بطبقات: كتان ناعم، وقماش من شعر الماعز، وغطاء من جلود كباش، وطبقة نهائية من جلد مقاوم للماء غير محدد المصدر. كان الكتان يغطي الخيمة كلها، والألواح متصلة بحلقات تثبتها مشابك ذهبية. وستارة شعر الماعز كانت متصلة بمشابك برونزية ومعلقة على الجوانب والخلف.
على الرغم من ثقل مسكن موسى وكثرة أجزائه، كان من السهل نقله. كان الكهنة يحملون التابوت والمذابح على أكتافهم، بينما توضع بقية الأجزاء على عربات تجرها الثيران.
كان الهدف من مسكن موسى توفير مكان يستطيع فيه الشعب عبادة الله بطريقة صحيحة. كان الكهنة يضحون بالحيوانات على المذبح في الفناء الخارجي. وكان خبز العرض، والشمعدان المشتعل دائمًا، وبخور التقدمة موجودة في المكان المقدس. ومرة واحدة في السنة، يدخل رئيس الكهنة القدس الأقداس كجزء من طقس يوم الكفارة (لاويين 16). في أي وقت آخر، لا يُسمح لأحد بدخول قدس الأقداس لأن حضور الله كان يسكن مع تابوت العهد. وعندما صُلب يسوع، انشق الستار الذي يفصل بين المكان المقدس وقدس الأقداس في الهيكل من الأعلى إلى الأسفل (متى 27: 51). فكما أتم يسوع متطلبات الذبائح مرة واحدة وإلى الأبد، فقد مهد لنا الطريق لدخول حضور الله.
English
ما هو مسكن موسى؟