السؤال
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الزواج بالنفس (سولوغامي/أوتوغامي)؟
الجواب
الزواج بالنفس، المعروف أيضًا بالسولوغامي أو الأوتوغامي، هو مفهوم لاقى رواجًا في السنوات الأخيرة، ويركّز على الفرد. السولوغامي هو فعل "الزواج من النفس" في مراسم علنية، كرمز للالتزام بالقبول الذاتي وحب الذات. في هذا السياق، يُستخدم مصطلحا سولوغامي وأوتوغامي للدلالة على نفس الفكرة.
تشمل مراسم الزواج بالنفس عناصر تقليدية كالعهود المنطوقة، واللباس الرسمي، والموسيقى، وأحيانًا حفل استقبال تُلقى فيه الأنخاب للنفس. يرى مؤيدو هذا المفهوم أنه يُعزز احترام الذات والتمكين الشخصي، ويقولون إن السعادة لا تعتمد على وجود شريك.
لكن من منظور الكتاب المقدس، الزواج هو اتحاد بين رجل وامرأة. يقول سفر التكوين 2: 24: "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا". قصد الله أن يكون الزواج اتحادًا تكميليًا بين الزوج والزوجة. ويُعدّ السولوغامي سخرية من هذا النموذج الإلهي.
ويشرح أفسس 5: 31–32 هدف الزواج: "مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. هذَا ٱلسِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنِّي أَقُولُ مِنْ نَحْوِ ٱلْمَسِيحِ وَٱلْكَنِيسَةِ". فليس الزواج في الكتاب المقدس مجرد عقد اجتماعي، بل عهد مقدّس يُجسد العلاقة بين المسيح وكنيسته.
وعلى النقيض من اتحاد شخصين، يركّز السولوغامي على الفرد وحده، ويستبدل التضحية المتبادلة المطلوبة في الزواج بـ"حب الذات" و"القبول الذاتي". يركّز الزواج الكتابي على المحبة (نحو الشريك)، والتواضع، والوحدة. ويدعم سفر الجامعة 4: 9–10 هذا المفهوم حين يقول: "ٱلِٱثْنَانِ خَيْرٌ مِنَ ٱلْوَاحِدِ، لِأَنَّ لَهُمَا أُجْرًا حَسَنًا فِي تَعَبِهِمَا. لِأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ صَاحِبُهُ، وَوَيْلٌ لِلْوَاحِدِ إِذَا وَقَعَ، وَلَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ".
الزواج بالنفس، إذًا، ينحرف انحرافًا كبيرًا عن تعريف الكتاب المقدس للزواج، بل ويُظهر تركيزًا مبالغًا فيه على الذات. بدلاً من السعي لبناء علاقة عاطفية عميقة مع الذات، يدعونا الكتاب المقدس لبناء علاقة عميقة، حقيقية، ومُحِبّة مع الله، ثم – بحسب إرشاده – مع شريك الحياة في إطار العهد المقدس.
English
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الزواج بالنفس (سولوغامي/أوتوغامي)؟