settings icon
share icon
السؤال

كيف أشارك الإنجيل مع ______؟

الجواب


يميل البشر بطبيعتهم إلى تصنيف أنفسهم وفق هويّات معينة والتجمّع مع من يشبهونهم. فنحن قد نُعرّف أنفسنا أو الآخرين من خلال العِرق أو الاهتمامات أو الانتماءات السياسية أو الأصل القومي أو أسلوب الحياة أو غير ذلك. وعندما نتحدث عن مشاركة الإنجيل، قد نتساءل إن كانت هناك طريقة خاصة لتقديم الرسالة لشخص ينتمي إلى إحدى هذه الفئات.

من الصحيح أن هناك قواسم مشتركة بين الذين يشتركون في خلفيات ثقافية أو اجتماعية متشابهة، ومن الصحيح أيضًا أن بعض جوانب رسالة الإنجيل قد تلمس قلوب بعض المجموعات أكثر من غيرها - كما أن بعض المجموعات قد تُبدي مقاومة أكبر لقبول الإنجيل - ولكن تبقى رسالة الإنجيل رسالة عالمية. فكل إنسان مخلوق على صورة الله (تكوين 1: 27)، وكل إنسان مولود في الخطية ومنفصل عن الله (رومية 3: 23؛ 6: 23). وطريق الغفران والحياة الأبدية هو فقط من خلال يسوع المسيح - وهذه حقيقة تنطبق على كل إنسان (يوحنا 14: 6؛ أعمال 4: 12). لذلك لا حاجة لأن ننظر إلى بعضنا البعض بحسب التصنيفات البشرية، لأن دعوتنا هي تنفيذ الإرسالية العظمى. فالمسيحيون مدعوون لمشاركة الإنجيل، بشارته السارة، مع الجميع (لوقا 24: 47).

يقول الكتاب في (1 بطرس 3: 15–16): «بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلَهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِلرَّدِّ عَلَى كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ سَبَبَ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، كَيْ يَخْزَى الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ». يجب أن تعكس حياتنا حقيقة الإنجيل، وأن نعيش في خضوع للمسيح كربٍّ وسيد. وهذا يعني أن نعامل الآخرين بلطف واحترام، مهما كانت انتماءاتهم. فمشاركة الإنجيل هي عمل من أعمال الرحمة، وليست مناسبة للتركيز على الاختلافات، بل لإعلان رسالة واحدة تلبي حاجة واحدة عامة لجميع البشر.

غالبًا ما تتعقد مسألة مشاركة الإنجيل مع ______ عندما نتعامل مع أشخاص يعيشون في خطايا واضحة تبدو جزءًا من أسلوب حياتهم أو هويتهم. فعلى سبيل المثال، عند الشهادة للمثليين أو للأزواج الذين يعيشون خارج إطار الزواج، قد نميل إلى إدانة الخطية ومحاولة تغيير السلوك قبل التحدث عن يسوع. ومع أننا يجب أن نُسمّي الخطية باسمها، علينا أيضًا أن نتذكر أن الروح القدس هو الذي يُبكّت على الخطية يوحنا 16: 8. ولسنا بحاجة إلى تعداد خطايا الشخص أو التركيز على خطيئة بعينها، بل أن نُعلن الحقيقة بأن المسيح مات لأجل الخطاة. فمحاولة "إصلاح السلوك" أو التوقف عن خطية معينة لا تمنح الخلاص لأحد. المثليون أو الزناة لا يخلصون بتغيير سلوكهم الجنسي، بل بالإيمان بالمسيح الذي يغيّرهم ويجعلهم خليقة جديدة فيه (2 كورنثوس 5: 17).

وتزداد المسألة تعقيدًا عندما نتحدث عن مشاركة الإنجيل مع ______ من ديانة مختلفة. فقد نميل إلى استخدام الدفاعيات (المناظرات العقائدية) لتفنيد أخطاء تلك الديانة، لكن هذا غالبًا ما يكون غير مثمر. فمع أن الدفاعيات نافعة، كما أن فهم معتقدات الآخر أمر مهم، إلا أن أفضل وسيلة لتبديد الظلمة هي ببساطة إشعال النور. أظهر للشخص من هو يسوع وماذا فعل، وعندما يرى حقيقته، سيستطيع أن يُدرك بنفسه الخطأ في تعاليم ديانته السابقة.

لقد كان يسوع «مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا» (يوحنا 1: 14)، ويجب أن يكون أتباعه كذلك. فلا نشارك الإنجيل بروح الكبرياء الروحي أو من موقع التفوق. نحن نواجه الخطية عندما يلزم الأمر، ونوضح الحق الكتابي عندما تختلف المعتقدات، ولكننا نفعل ذلك بلطف وتواضع: «وَعَبْدُ الرَّبِّ لا يَجِبُ أَنْ يُخَاصِمَ، بَلْ يَكُونُ مُؤَدِّبًا بِالْوَدَاعَةِ لِلْمُقَاوِمِينَ، عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللهُ تَوْبَةً لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، فَيَسْتَفِيقُوا مِنْ فَخِّ إِبْلِيسَ» (2 تيموثاوس 2: 25–26).

إذا أسأنا معاملة من يختلفون عنا أو احتقرناهم، فإننا نُضيّق بأنفسنا فرص إيصال الإنجيل إليهم. فلماذا يرغب الناس في التوبة والإيمان بيسوع المسيح إذا رأوا أتباعه يتصرفون بفظاظة أو استعلاء؟ نحن مدعوون أن نكون سفراء للمسيح، مهما كانت هوية من نتحدث إليه (2 كورنثوس 5: 16–21). إن كنا محبين ولطفاء ومهتمين بكل إنسان، نكون عندها صورة صادقة للمسيح. لأن الخلاص متاح لكل من يؤمن: «لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيُخَلِّصَ بِهِ الْعَالَمَ» (يوحنا 3: 17).

عند مشاركة الإنجيل مع ______، يجب أن نظهر شفقة حقيقية واهتمامًا صادقًا بالشخص كإنسان، بصرف النظر عن المجموعة التي ينتمي إليها. نُظهر أننا نهتم بما يمر به من ظروف ومشاكل، وفي سياق العلاقة الشخصية نُعلّمه حاجته إلى مخلّص، مشيرين إلى الكتاب المقدس الذي يوضح أن البشرية جمعاء ضالّة وتحتاج إلى يسوع المسيح.

وفي كل مشاركة للإنجيل، يجب أن نتذكر أن الإنجيل هو «قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ» رومية 1: 16. فهو الرسالة التي تُغيّر الحياة حقًا.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

كيف أشارك الإنجيل مع ______؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries