السؤال
ما هو التبشير الخدمي؟
الجواب
غالبًا ما تُثير كلمة "التبشير" في أذهاننا صورة شخصٍ مؤثر يتحدث أمام حشود كبيرة عن يسوع ويدعو الناس إلى الخلاص. ومع أن بعض المبشرين يتحدثون فعلًا أمام جماهير علنية، إلا أن الحقيقة هي أن هناك طرقًا وأساليب كثيرة للتبشير. التبشير الخدمي هو مشاركة محبة الله ببساطة من خلال خدمة الآخرين بطرق عملية دون طلب أي مقابل أو توقّع شيء في المقابل.
يركّز التبشير الخدمي على القيام بأعمال اللطف تجاه الجميع دون استثناء. كما يقول الكتاب المقدس: «فَبَيْنَمَا لَنَا الْفُرْصَةُ لِنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ» (غلاطية 6: 10). ومن أمثلة التبشير الخدمي أن تُقدَّم زجاجات ماء مجانية في يوم حار، أو تُسلَّم أكياس طعام لعائلات محتاجة في موسم الميلاد. والاحتمالات لا حصر لها، لكن العامل المشترك هو أن لا يُطلَب شيء في المقابل. ومن الدوافع وراء هذا النوع من التبشير أن الكتاب المقدس يعلّمنا أن «لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ» (رومية 2: 4).
وللتبشير الخدمي فوائد كثيرة، سواء للمخدومين أو للخادمين. فهو يصل إلى الناس حيث هم، ويُظهر لغير المؤمنين محبة الله بطريقة واضحة وغير مهدِّدة. فليس الجميع يشعرون بالراحة عند دخول كنيسة، لكن من الصعب رفض خدمة مجانية لا ترتبط بأي شروط. بل إن هذا الموقف عادةً ما يُثير الفضول لمعرفة السبب الذي يدفع شخصًا ما إلى تقديم مثل هذا العمل اللطيف. للتبشير الخدمي القدرة على تليين القلوب وتهيئتها لسماع وقبول إنجيل يسوع المسيح. وهو وسيلة جيدة لـ«سقي» البذور التي زُرِعت سابقًا (انظر 1 كورنثوس 3: 6).
كما أن التبشير الخدمي يفيد الخادمين أنفسهم. فالمسيحيون مدعوون لأن «يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِلرَّدِّ عَلَى كُلِّ مَنْ يَسْأَلُهُمْ سَبَبَ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيهِمْ» (1 بطرس 3: 15). إن خدمة الآخرين تمنح المسيحيين فرصة للحديث عن محبة الله. فعندما يسأل أحدهم عن سبب ما يقومون به، يمكنهم أن يشيروا إلى المسيح - وهذا يُعَد تدريبًا رائعًا لأنواع أخرى من التبشير! كذلك، يجب أن يكون المسيحيون مملوئين من الروح القدس بحيث يتدفّق الروح إلى الآخرين (انظر يوحنا 7: 38–39). فممارسة التبشير الخدمي تضع المسيحيين في مواقف يمكن للروح القدس أن يخدم من خلالها. لقد أوصى يسوع تلاميذه، وبالتالي جميع المؤمنين اليوم، أن «اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ» (متى 28: 19–20). لم يقل يسوع: "انتظروا داخل كنائسكم حتى يأتي الضالون إليكم"، بل قال "اذهبوا". ومن خلال التبشير الخدمي يمكن للكنيسة أن تُظهر للناس خارجها أن الله يهتم بهم، وتمنحهم سببًا يدفعهم إلى الرغبة في الدخول إليها.
ومع أن التبشير الخدمي ممارسة كتابية مؤكدة، إلا أنه لا يكتمل كشكل من أشكال التبشير ما لم يُعلَن فيه كلام المسيح. كما يقول الكتاب في رومية 10: 17: «الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ». فلكي تكتمل عملية التبشير - أي ليقبل شخص ما المسيح مخلِّصًا - يجب أن يُنطَق «بكلمة المسيح». ويمكن للتبشير الخدمي أن يكون فعّالًا في فتح قلب الإنسان ليستقبل تلك الرسالة عندما يسمعها.
English
ما هو التبشير الخدمي؟
