السؤال
ما هي السادية؟ ومن هو السادي؟
الجواب
الشخص السادي هو من يستمتع بإلحاق الألم والمعاناة بالآخرين؛ أما السادية فهي فعل إحداث الضيق عمدًا للآخرين بقصد الترفيه أو المتعة. الكلمة "سادية" مشتقة من اسم النبيل الفرنسي في القرن الثامن عشر، ماركيز دي ساد، الذي اشتهرت كتاباته بالعنف المفرط، والقسوة، والفجور، والانحطاط الجنسي. ومع مرور الوقت، أصبحت كلمة السادية تحمل معنى أوسع، وغالبًا ما تُستخدم في العصر الحديث دون دلالة جنسية واضحة. وغالبًا ما تُطلق هذه المصطلحات بشكل مبالغ فيه على أشخاص أو مواقف لا تنطبق عليهم فعليًا. واليوم، عندما يُشار إلى شخص بأنه "سادي"، فعادةً ما يُقصد بذلك أنه يُلحق المعاناة بالآخرين دون مبالاة.
تاريخيًا، كانت السادية تُشير إلى حالة نفسية معينة يحصل فيها الشخص على متعة جنسية من خلال إلحاق الألم بالآخرين. وهذا التعريف يرتبط بولع دي ساد بالعنف الجنسي والشر المتعمد. أما المصطلح المكمل، "المازوشية"، فيدل على وجود علاقة بين تلقي الإساءة والمتعة الجنسية. أما مصطلح "السادية - المازوشية" فيشير إلى ممارسة يسعى فيها الأشخاص إلى أشكال قصوى من الإساءة الشخصية بغرض التلذذ.
تُظهر رواية "خمسون ظلاً للرمادي" (Fifty Shades of Grey) التي صدرت عام 2011، إحدى الشخصيات الرئيسية كرجل سادي. وقد تم تسويق الرواية على أنها قصة رومانسية موجهة للنساء، رغم أن بطلتها مازوشية تسمح لنفسها بأن تُسيطر عليها شخصية رجل متسلط وقوي. وتُصوِّر الكاتبة العلاقة بين الشخصيتين، رغم طابعها المرضي، على أنها نوع من المحبة – أو على الأقل شيئًا ممتعًا وجذابًا. وقد ساهمت الرواية، وتوابعها من كتب وأفلام، في تطبيع خطية السادية وتخفيف الوصمة الاجتماعية المرتبطة بها.
ومن المنظور الكتابي، لا يوجد أي مجال لأي شكل من أشكال السادية. إذ يدعونا الكتاب المقدس صراحةً إلى أن نحب بعضنا بعضًا (يوحنا 13: 34)، ويعرّف المحبة بصفات مثل الصبر واللطف (1 كورنثوس 13: 4). فالمحبة لا علاقة لها بالسعي وراء المتعة الشخصية أو التسبب في ألم الآخرين. فالسادية، بطبيعتها، أنانية وتقوم على أفعال تُلحق الألم أو المعاناة أو البؤس بالآخرين. وهذا يتعارض كليًا مع طبيعة الله والتعليمات التي أعطاها لنا في الكتاب المقدس.
English
ما هي السادية؟ ومن هو السادي؟
