السؤال
ماذا يعني أن البار يسقط سبع مرات (الأمثال 24:16)؟
الجواب
تقول الأمثال 24:16: "لأَنَّ الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ". هذا العدد يرمز إلى حقيقة أنه، مهما واجه الشخص التقي من صعوبات وسقطات، فإنه لا يظل ساقطًا. بل ينهض مجددًا بقوة الله ونعمته. على النقيض، الشخص الشرير لا يملك القوة ليتجاوز نكباته، فسقوط واحد قد يكون كافيًا لإسقاطه نهائيًا.
في سفر الأمثال، غالبًا ما يُقارن مساران في الحياة: طريق الصديقين و طريق الأشرار. الطريق الأول يقود إلى الخير والبركات، بينما الآخر ينتهي بالهلاك والدمار (الأمثال 10:28-30؛ 11:23).
الإنسان البار هنا هو شخص ذو أخلاق قوية ورفيعة، يتسم بالنزاهة والشرف. في اللغة العبرية، كلمة "يسقط" قد تعني السقوط حرفيًا أو مجازيًا، كالتعرض للمصائب والفشل. أما "يقوم"، فتعني النهوض مجددًا، سواء كان ذلك بشكل حرفي أو عبر التغلب على الصعوبات وتحقيق النجاح من جديد.
الرقم "سبعة" في الكتاب المقدس يرمز إلى الكمال والاكتمال. وبالتالي، سقوط البار "سبع مرات" يعني السقوط المتكرر أو حتى في أصعب الظروف التي تبدو مستحيلة الإصلاح. ومع ذلك، فالنهوض مرة أخرى مضمون، لأن الله بجانبه.
إحدى بركات العيش بالبر هي الصمود والقدرة على العودة بعد كل سقوط. الله يمسك بيد الأبرار، ويُعينهم في أوقات الشدة (مزمور 37:23-24). حتى عندما يهاجمهم الأعداء، يستطيع الأبرار أن يقولوا بثقة: "لا تشمتي بي يا عدوتي، إذا سقطت أقوم" (ميخا 7:8).
هذه الآية تُذكّر المؤمنين بأنهم سيواجهون مشقات وتجارب في حياتهم. لكن الله يعد بحمايتهم والوقوف بجانبهم في الأوقات الصعبة (يوحنا 16:33؛ مزمور 91:15). قد نسقط، لكن الله يسمع صرخاتنا ويُعيننا على النهوض مجددًا (مزمور 145:14).
المؤمنون لا يحتاجون للقلق عندما تواجههم مؤامرات الشر، لأن الله يمنح الأبرار الانتصار مرة بعد مرة. حتى في ضعفنا و سقطاتنا، نجد في الله القوة لنبدأ من جديد ونتقدم.
النصر النهائي على كل عدو، بما في ذلك الخطيئة والموت، مضمون بفضل يسوع المسيح (1 كورنثوس 15:56-57). قد يسقط البار سبع مرات، لكنه بنعمة الله سيقوم دائمًا.
English
ماذا يعني أن البار يسقط سبع مرات (الأمثال 24:16)؟
