السؤال
لماذا لم يتعرف التلاميذ دائمًا على يسوع بعد قيامته؟
الجواب
الكتاب المقدس لا يخبرنا بشكل محدد لماذا لم يتعرف أتباع المسيح دائمًا على يسوع بعد قيامته. لذلك، بعض ما يلي يعتبر تكهنات. مع وضع ذلك في الاعتبار، هناك بعض الأشياء التي قد تكون ساهمت في عدم تعرف التلاميذ على يسوع فور ظهوره لهم بعد قيامته. أولًا، على الرغم من أن يسوع قد تنبأ بقيامته في اليوم الثالث، إلا أن التلاميذ لم يفهموا ذلك تمامًا (مرقس 9: 32)، لأنه من الواضح أنهم لم يكونوا يتوقعون قيامته. وهذا يمكن أن يفسر بعضًا من مفاجأتهم وذهولهم عند رؤيته.
إحدى الحالات التي لم يتم فيها التعرف على يسوع كانت عندما جاءت مريم المجدلية إلى القبر في الصباح الباكر (يوحنا 20: 15). بدلاً من التعرف على يسوع، أخطأت في البداية وظنته البستاني. شيء مهم يجب تذكره هو أننا لا نعرف مدى بعد مريم عن يسوع عندما أخطأت في التعرف عليه. قد يكون ببساطة كان بعيدًا جدًا بحيث لا يمكنها التمييز بوضوح من هو حتى تحدث إليها. ثانيًا، يجب أن نتذكر أنه بما أن الوقت كان مبكرًا جدًا في الصباح، فإن الإضاءة لم تكن ساطعة جدًا، مما قد يكون صعَّب عليها رؤيته بوضوح. وعندما نضيف إلى ذلك حقيقة أنها لم تكن تتوقع رؤيته حيًا، يصبح من السهل فهم لماذا لم تتعرف عليه من مسافة حتى تحدث إليها.
الحالة الثانية التي لم يتم فيها التعرف على يسوع كانت عندما لم يتعرف عليه التلاميذ أثناء وجودهم في البحر يصطادون (يوحنا 21: 4). قد يكون ذلك أيضًا متعلقًا بالمسافة التي كان بينهم وبين يسوع . الحالة الثالثة هي عندما لم يتعرف التلميذان على الطريق إلى عمواس (لوقا 24: 13-35) على يسوع حتى كسر الخبز. كيف يمكن لهذين التلميذين أن يسيرا ويتحدثا ويأكلا مع يسوع دون أن يتعرفا عليه؟ في هذه الحالة، يبدو أن الله منعهم من التعرف على يسوع بشكل خارق للطبيعة. ربما أخذ يسوع مظهرًا مختلفًا ليحجب هويته حتى لا يتم التعرف عليه. لماذا فعل يسوع ذلك؟ الكتاب المقدس لا يقول. ربما كان يسوع قد "غطى" هويته حتى يفكر التلميذان حقًا في ما كان يقوله يسوع، بدلاً من قبول التعليم بشكل أعمى كما كانوا سيفعلون لو كانوا قد علموا أنه يسوع.
ما يمكننا معرفته بالتأكيد هو أن يسوع نفسه هو الذي ظهر لهم، وذلك من خلال كل الشهادات التي ذكرها الذين شهدوا المسيح القائم من بين الأموات. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك شهادة التغيير العظيم الذي حدث في حياة التلاميذ. قبل وبعد الصلب، كان الأحد عشر رسولًا في حالة اختباء خوفًا، ولكن بعد قضاء وقت طويل مع المسيح القائم من بين الأموات، أصبحوا مبشِّرين بلا خوف، ينادون بالإنجيل جهرًا بغض النظر عن شدة المعارضة. بالإضافة إلى ذلك، فقد قدموا حياتهم جميعًا من أجل الإنجيل. ولا يمكن تفسير هذا التغيير الجذري إلا من خلال رؤية يسوع المسيح القائم.
English
لماذا لم يتعرف التلاميذ دائمًا على يسوع بعد قيامته؟