السؤال
هل يمكن إثبات عصمة الكتاب المقدس؟
الجواب
تشير كلمة "معصوم" إلى عدم القدرة على الوقوع في الخطأ أو الزلل. فعندما يتحدث الناس عن عصمة الكتاب المقدس، فإنهم يقصدون أنه موثوق به تمامًا، وصادق بالكامل، وغير قادر على تعليم أي خطأ. كانت ادعاءات عصمة الكتاب المقدس دائمًا جزءًا من الإيمان المسيحي، ولكن هل يمكن إثبات مثل هذه الادعاءات؟
أولًا، تُعلَّم عصمة الكتاب المقدس في الكتاب المقدس نفسه. يقول بطرس الثانية 1: 19: "وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت". ويضيف تيموثاوس الثانية 3: 16–17: "كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملًا، متأهبًا لكل عمل صالح". فإذا كان الكتاب "موحى به من الله"، فهو إذًا من نتاج إله كامل، ولا يمكن إلا أن يكون صادقًا.
ثانيًا، وبعيدًا عن ادعاءات الكتاب المقدس نفسه بالعصمة، يمكننا استخدام التفكير الاستقرائي لتقديم أدلة على دقة الكتاب المقدس. يتم استخلاص الأدلة من دراسة المخطوطات القديمة، والآثار، والتاريخ غير الكتابي، وغيرها من مجالات الدراسة. وعلى عكس بعض الكتب الدينية، فإن الكتاب المقدس له أساس تاريخي يمكن التحقق منه - فالمدن، والجغرافيا، والأمم، والأشخاص، وغيرها من الحقائق المذكورة في الكتاب المقدس موضوعة ضمن إطار زمني وتاريخي حقيقي. فقصص الكتاب المقدس ليست خرافات دينية، بل روايات عن أعمال الله في التاريخ البشري.
ومن الأهمية الخاصة في موضوع عصمة الكتاب المقدس النقل الدقيق للمخطوطات الكتابية. فنيًّا، يقتصر الوحي الإلهي على النسخ الأصلية من الكتاب المقدس، إلا أن دراسة تاريخ مخطوطات الكتاب (المعروفة باسم "النقد النصي") تكشف عن درجة عالية جدًّا من الدقة في نسخ النصوص المقدسة وحفظها عبر القرون.
تتضمن مخطوطات البحر الميت نحو 200 نسخة من كتب العهد القديم، يعود تاريخها إلى 2000 سنة مضت. وتُثبت هذه المخطوطات مدى الاتساق المذهل الذي نُسِخت به النصوص العبرية، والدقة التي حُفظت بها على مر العصور.
أما بالنسبة للعهد الجديد، فهناك أكثر من 5000 مخطوطة ومقطع مخطوطة موجودة بالنص اليوناني الأصلي. وتعود أقدم الأجزاء إلى جيل واحد فقط بعد النسخ الأصلية. ويشير علماء اليوم إلى أن كل كلمة أصلية من نص العهد الجديد إما موجودة بالفعل في النص أو ضمن أحد القراءات البديلة في الهوامش. وللعهد الجديد عدد من النسخ المبكرة يفوق أي نص قديم آخر من حيث الكمية والدقة.
توجد إذًا أدلة داخلية وخارجية على عصمة الكتاب المقدس. فيمكن إثبات دقة النص نفسه بدرجة عالية، كما يمكن دعم مضمونه من خلال مجموعة متنوعة من مجالات الدراسة. وتدعم الأدلة الخارجية الادعاء الداخلي بأن الكتاب المقدس فريد من نوعه بين جميع الكتب في التاريخ. فهو دقيق، وسلطوي، ومعصوم. وتعاليمه من الله نفسه وتستحق إخلاصنا له (مزمور 1: 1–3).
English
هل يمكن إثبات عصمة الكتاب المقدس؟