settings icon
share icon
السؤال

ما هي الخطايا المتعمدة (presumptuous sins) ؟

الجواب


تظهر بعض صور كلمة "متعمدة" (presumptuous) ثماني مرات في ترجمة الملك جيمس ، وتشير إلى التحدي والجرأة في التمرد. يمكن أن تُرتكب الخطيئة المتعمدة من قِبل شخص واحد (خروج 21: 14؛ عدد 15: 30؛ تثنية 17: 12؛ 18: 22؛ مزمور 19: 13)، أو من قِبل عدة أشخاص (2 بطرس 2: 10)، أو من الأمة بأكملها (تثنية 1: 43؛ 17: 13).

عبارة "الخطايا المتعمدة" تظهر مرة واحدة فقط في ترجمة .KJV بينما تستخدم الترجمات الأحدث كلمات مثل "متعمدة"، "إرادية"، "متغطرسة"، "وقحة"، أو "فاضحة". وفي النسخة القياسية المنقحة (RSV) ، نقرأ هذا المقطع: "من يشعر بأخطاءه؟ طهرني من السهوات. أيضًا من الكبرياء احفظ عبدك، فلا يتسلطوا عليّ. حينئذ أكون كاملًا وأتبرأ من ذنب عظيم" (مزمور 19: 12–13).

يُظهر داود نوعين من الخطايا:

الخطايا الخفية (غير المتعمدة، أو غير المرئية للفاعل)،

والخطايا المتعمدة (المقصودة، الإرادية).

ندرك جميعًا أن الخطايا المتعمدة تحتاج إلى غفران الله (خروج 32: 33؛ مرقس 3: 29). ولكن شريعة الله الكاملة تطلب أيضًا التكفير عن الخطايا غير المتعمدة (لاويين 4؛ 5: 17؛ عدد 15: 22–29). لذلك، يصلي داود بتواضع إلى الله طالبًا الحماية والغفران من كلا النوعين من الخطايا، مدركًا ضعفه البشري وعجزه أمام هذا العدو الذي يسكن النفس البشرية (1 يوحنا 1: 8).

الخطايا المتعمدة هي أفعال مقصودة. تُرتكب مع معرفة تامة بأنها خطايا، وفي ضوء ما يقوله الله. إنها أفعال مخطط لها مسبقًا، تحدث بعد تفكير. لا يمكن ارتكابها إلا بكبت الضمير وتجاهل تحذيراته. من يرتكب خطيئة متعمدة يقول، بشكل غير مباشر: "سأفعل هذا، ولن يمنعني شيء. أعلم أن الله يرفضه، ولا يهمني. سأفعله على أية حال".

الخطايا المتعمدة - أي التي تُرتكب بتحدٍّ واضح لله - هي خطيرة للغاية. في الواقع، في عدد 15: 30–31، توضح الشريعة أن من يرتكب خطيئة بإرادة وعناد يجب أن " يُقطع من شعبه" .

قال تشارلز سبيرجن: "كل الخطايا عظيمة، لكن هناك خطايا أعظم من غيرها... فبينما كل تعدٍ هو أمر محزن، إلا أن بعض التعديات لها سواد أعمق، وصبغة قرمزية مزدوجة من الإجرام أكثر من غيرها". والخطايا المتعمدة بلا شك تندرج تحت هذا الوصف.

الخطيئة المتعمدة تُرتكب في تحدٍ مباشر لما يعرف الشخص أنه صواب. قد نكون وعظنا ضده، ونصحنا الآخرين بالابتعاد عنه، ولكن عندما نُجرب وتتاح لنا الفرصة، نقع في نفس الفعل الذي كنا متأكدين أننا لن نرتكبه. نعرف أنه خطأ حتى ونحن نفعله، لكن المعرفة وحدها لم تمنعنا. وهذا يكشف ضعف القلب البشري.

ارتكاب الخطايا المتعمدة يسبب ضررًا كبيرًا لعلاقتنا بالله. لكن يوجد غفران في المسيح. فالله رحيم لمن يتوب: "ليترك الشرير طريقه، ورجل الإثم أفكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران" (إشعياء 55: 7).

بطرس، الذي أنكر الرب ثلاث مرات، نال الغفران واستُعيد لمكان البركة. داود، الذي قتل رجلًا وأخذ زوجته، غُفر له وأُعيد إلى مكان البركة. الله قادر أن يغفر كل خطيئة في المسيح (1 يوحنا 1: 7–9).

كتب يوحنا كالفن: "إن لم يمنعنا الله، فإن قلوبنا ستغلي بالعنف والكبرياء والازدراء لله" (من تفسيره للمزمور 19: 13). ولهذا صلّى داود: "أيضًا من الكبرياء احفظ عبدك، فلا يتسلطوا عليّ!" (مزمور 19: 13).

ليكن الله هو حامينا من التجربة، ولْيمنحنا الحكمة لنكشف التمرد داخلنا، والقوة لنقاومه. وليحمنا من جسارة الخطايا المتعمدة.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

ما هي الخطايا المتعمدة (presumptuous sins) ؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries