السؤال
ما هو سر الفصح؟
الجواب
كلمة "الفصح" مأخوذة من الكلمة العبرية التي تشير إلى عيد الفصح - الحدث في سفر الخروج حيث مرّ ملاك الموت فوق كل البيوت التي كان على عتبتها وعمودي بابها دم الحمل، لكنه جلب الموت إلى الأبكار في كل بيت لم يكن عليه الدم. وكلمة "سر" تشير إلى أمر لا يمكن معرفته إلا بالنعمة والإعلان الإلهي - فلا يستطيع الإنسان اكتشافه بنفسه (راجع 1 كورنثوس 2: 14).
عند الجمع بين المصطلحين، يُستخدمان للإشارة إلى آلام وموات ودفن وقيامة وصعود وتمجيد يسوع المسيح. سر الفصح يتضمن حمل الفصح الأخير الذي مات حتى "يتجاوز" دينونة الله أولئك الذين طبّقوا دمه بالإيمان.
يوجد تركيز على "السر" في الكنيسة الكاثوليكية؛ ومع ذلك، يوافق البروتستانت أيضًا على أن أهمية عمل المسيح لا يمكن فهمها إلا إذا كشفها الله للفرد بنعمته. يشرح بولس هذا قائلًا: "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. لأنه مكتوب: سأُبيد حكمة الحكماء، وأرفض فهم الفهماء. أين الحكيم؟ أين الكاتب؟ أين مباحث هذا الدهر؟ ألم يُجهل الله حكمة هذا العالم؟ لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة، استحسن الله أن يُخلّص المؤمنين بجهالة الكرازة. لأن اليهود يسألون آية، واليونانيين يطلبون حكمة، ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا، لليهود عثرة، ولليونانيين جهالة، وأما للمدعوين، يهودًا ويونانيين، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس" (1 كورنثوس 1: 18–25).
وخلاصة القول، إن مصطلح "سر الفصح" يشير ببساطة إلى أحداث موت وقيامة المسيح ومعناها لنا، والتي لا يمكننا فهمها حقًا إلا عندما يمنحنا الله نعمة لفهمها. بالنسبة لنا نحن المؤمنين، الإنجيل هو بالفعل قوة الله، وموت يسوع هو الحدث الأعظم والأقوى والأهم في التاريخ. أما الآخرون الذين لا يؤمنون، فلديهم نظرة مختلفة تمامًا. ريتشارد دوكينز، أحد "الملحدين الجدد" المتشددين، يقول إن موت المسيح من أجلنا فكرة مقززة، وإن قيامة يسوع فكرة سخيفة وعديمة المعنى. ويبدو أن دوكينز يذهب إلى حد القول إنه حتى لو قام يسوع من الأموات، فلن يكون لذلك أي معنى له.
إن فكرة "السر" تفسّر كيف يمكن لشخصين أن ينظرا إلى نفس الأحداث ويصلان إلى استنتاجات متناقضة تمامًا - فأحدهما يقترب منها بعقل بشري فقط، والآخر من خلال بصيرة يمنحها الله.
English
ما هو سر الفصح؟
