السؤال
ما هو أقدم كتاب في الكتاب المقدس؟
الجواب
من المستحيل تحديد أي كتاب في الكتاب المقدس هو الأقدم بشكل قاطع، لأن العالم القديم لم يكن يمتلك مفهوم الكتب والمؤلفين كما نفهمه اليوم. في العصور القديمة، كان هناك بشكل رئيسي متكلمون ذوو سلطة ينقلون رسالتهم إلى السامعين. وكان هناك كُتاب محترفون قد يدونون الرسالة، لكن الوثائق الناتجة لم تكن تُنسخ وتُوزع كما نعرف الآن. قد تُخزن نسخة في أرشيف ما، لكن الشخص العادي لم يكن لديه وصول إليها، حتى لو كان يعرف القراءة. كانت ثقافة الكلام والاستماع هي المسيطرة، كما هو الحال اليوم مع ثقافة القراءة والكتابة. لهذا السبب، كان الناس في القديم أقل اهتمامًا بتاريخ كتابة كتاب ما مما نحن عليه، وكانوا يهتمون أكثر بأن تكون الرسالة التي يسمعونها من مصدر موثوق - حتى وإن تكررت الرسالة عدة مرات.
أقدم الأحداث في الكتاب المقدس تقع بوضوح في سفر التكوين. نحن نعلم أن الله أعطى الرسالة لموسى، لكننا لا نعرف متى دُوّنت وأصبحت "كتابًا". بعض أجزاءها نُقشت على ألواح (خروج 34: 1–4)، وأجزاء أخرى ربما كُتبت في ذلك الوقت أيضًا، لكننا لا نعلم متى اتخذت الشكل "النهائي" المكتوب الذي بين أيدينا اليوم. لغة أسفار موسى الخمسة تظهر علامات على التطور والتحديث (ليست بالقدم الذي قد نتوقعه إذا كانت "كتبت" في زمن موسى)، لذلك قد لا يكون الشكل النهائي قد ظهر إلا بعد سنوات عديدة من موسى، رغم أن الرسالة تعود إليه وأخيرًا إلى الله الذي أعطاها له.
يرى البعض أن سفر أيوب قد يسجل أحداثًا حدثت قبل زمن موسى، ويعتقد كثيرون أنه أقدم كتاب في الكتاب المقدس. مع ذلك، التركيزات اللاهوتية في سفر أيوب تشير إلى أن القضايا التي يعالجها الكتاب تعود لفترة لاحقة، ربما من زمن السبي، وموجهة للإسرائيليين. لذا، رغم أن السفر قد يحتوي على معلومات عن أحداث قديمة جدًا، يبدو أن كتابته جاءت بعد سفر التكوين.
في النهاية، سفر التكوين يحتوي بالتأكيد على أقدم المعلومات، والرسالة التي فيه جاءت من موسى الذي كان أول نبي تُرسم كلماته بشكل رسمي في الكتابات المقدسة، لذلك من الدقة القول إن سفر التكوين، أو ربما أسفار موسى الخمسة كوحدة واحدة، هو أقدم كتاب في الكتاب المقدس.
English
ما هو أقدم كتاب في الكتاب المقدس؟