السؤال
ما هي النرجسية في التفسير (Narcigesis)؟
الجواب
النرجسية في التفسير (Narcigesis) هي مصطلح حديث نسبيًا لم يُدرج بعد في القواميس الرسمية. عندما يُستخدم هذا المصطلح، فإنه يشير إلى عملية تفسير الكتاب المقدس بطريقة شخصية للغاية، بل وحتى أنانية في بعض الأحيان.
كلمة Narcigesis هي كلمة مركبة (portmanteau) تجمع بين كلمتين: narcissism (النرجسية) وeisegesis (الإيسيجيسيس). النرجسية تعني "الاهتمام المفرط أو الإعجاب الزائد بالذات"، أما الإيسيجيسيس فهي "تفسير نص ما بإسقاط الأفكار الشخصية عليه"، وهي عكس الإكسيجيسيس (exegesis) التي تعني "الشرح النقدي أو التفسير الموضوعي للنص". بناءً على ذلك، narcigesis تعني "تفسير الكتاب المقدس بطريقة تُظهر اهتمامًا مفرطًا بالذات وتُعطي الأولوية للأفكار الشخصية".
الإيسيجيسيس بحد ذاته يؤدي إلى جعل نص الكتاب المقدس يقول ما يريده المفسّر، وهو ما يتناسب تمامًا مع المواقف النرجسية. فالشخص الذي يسيء التعامل مع نص كتابي من خلال إسقاط آرائه الخاصة عليه، يكون قد مارس الإيسيجيسيس. أما من يذهب إلى أبعد من ذلك ويُفسّر النص وكأنه يتحدث عنه شخصيًا، فهو يمارس النرجسية في التفسير. وينطبق ذلك أيضًا على من يرى أن الكتاب المقدس يتناول فقط عصره أو ثقافته الخاصة.
بعض الأشخاص ذوي الميول الأنانية ينتهون إلى أن يكونوا نرجسيين في التفسير (narcigetes)فهم يرون أن الكتاب المقدس يخاطب حياتهم الشخصية فقط: كل وعد موجّه إليهم، وكل قصة تدور حولهم أو وضعهم. فعند استخدام النرجسية في تفسير قصة داود وجليات، أُصبح أنا داود. فكرامتي تتطلب ذلك. (أما في قصة داود وبثشبع، فأنا لست داودًا، بل قد أكون ناثان أو أوريا!) في معركة أريحا، أُصبح يشوع (وليس عخان). وعلى بحر الجليل، أُصبح بطرس الذي يمشي على الماء. وهكذا دواليك.
في النرجسية التفسيرية، تُؤثّر الأفكار الشخصية والمشاعر والانطباعات والتجارب على فهم النص. وإذا كان لدى الشخص رؤى أو أحلام أو نوع آخر من "الإعلانات الشخصية"، فذلك يُعتبر دعمًا إضافيًا - بل يمكن إعطاؤه نفس وزن الكتاب المقدس في التفسير. ويمكن حتى "توثيق" عقائد خاصة أو نظريات فردية بسهولة من خلال النرجسية في التفسير.
في أحد الخلافات مع القادة اليهود في زمنه، أشار الرب يسوع إلى أن عدم إيمانهم به غير مبرر: "لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى، لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لِأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي) " يوحنا 5: 46). لاحظ عمن كتب موسى: لم يكتب عني، ولا عنك، ولا عن الواعظ على التلفاز. كتب موسى عن يسوع المسيح (انظر لوقا 24: 27، 44–45). بناءً على هذه الحقيقة، يمكننا أن نرى النرجسية في التفسير على حقيقتها: وسيلة خفية لإزاحة يسوع واستبداله بالذات.
بالطبع، التفسير الصحيح (الإكسيجيسيس) لا يسمح بإقحام الذات في النص. فالتفسير الصحيح يبحث عن المعنى الواضح للمقطع ويشرح ما يتحدث عنه النص فعليًا. عندما نسمح للكتاب المقدس بأن يتحدث من تلقاء نفسه، دون تحريف نرجسي، نكتشف أن الشخصية الرئيسية في الكتاب المقدس هي المسيح. هو بطل القصة.
English
ما هي النرجسية في التفسير (Narcigesis)؟