السؤال
ما هي أهمية جبل جرزيم في الكتاب المقدس؟
الجواب
جبل جرزيم هو جبل يقع في مرتفعات السامرة الوسطى. ويبلغ ارتفاع قمته حوالي 2800 قدم فوق سطح البحر. يقع جبل جرزيم مباشرة مقابل جبل عيبال، حيث تقع مدينة شكيم الكتابية بين الجبلين في الممر الذي يفصل بينهما. كان لجبل جرزيم، الواقع على الجانب الجنوبي من الوادي، وجبل عيبال من الشمال، دور مهم في مراسم تجديد عهد إسرائيل مع الرب عند دخولهم أرض الموعد.
يقع جبل جرزيم على بُعد حوالي 30 ميلًا شمال أورشليم، ويُعرف اليوم باسم "جبل الطور" (جبل التور). يُعد جبل جرزيم وجبل عيبال (جبل عيبال المعاصر) أعلى جبلين في تلك المنطقة من الأرض المقدسة. أما شكيم، الواقعة عند سفح جبل جرزيم، فقد كانت ملتقى طرق تجارية هامة في العصور القديمة، وهي من أكثر المدن ورودًا في العهد القديم.
من خلال موسى، أعطى الله تعليمات مفصلة لإجراء احتفال بـ "البركات واللعنات" عند دخول بني إسرائيل كنعان (تثنية 27: 1–26). كان هذا الاحتفال يرمز إلى تجديد عهد إسرائيل مع الرب. فعند عبورهم نهر الأردن، كان على بني إسرائيل أن يقيموا نصبًا حجريًا منقوشًا عليه كلمات الناموس، بالإضافة إلى مذبح لتقديم الذبائح للرب (الآيات 1–8). فعبادة الرب وطاعته كانت من ركائز وجودهم في الأرض الموعودة.
بعد كتابة ناموس موسى على الحجارة، كان ينبغي على الشعب أن ينقسم إلى مجموعتين. ستة أسباط من إسرائيل يصعدون إلى جبل جرزيم، وستة أسباط إلى جبل عيبال، بينما يقف الكهنة وتابوت العهد في الوادي بينهما. وعندما يقرأ اللاويون البركات الناتجة عن طاعة الناموس، يردد الأسباط على جبل جرزيم "آمين" بصوت عالٍ. وعندما يتلون اللعنات التي تصيب من يخالف الناموس، تردد الأسباط الواقفة على جبل عيبال "آمين" أيضًا (تثنية 27: 9–26).
نفّذ يشوع، خليفة موسى، هذه التعليمات بأمانة ودقة، كما ورد في يشوع 8: 30–35. ومن خلال هذه المراسم الجليلة، تذكّر إسرائيل أهمية الولاء لله، وخطورة العصيان. وبهذا، صار جبل جرزيم معروفًا باسم "جبل البركة".
كما كان جبل جرزيم مسرحًا لحدث محوري في زمن القضاة. فقد أقنع أبيمالك، ابن جدعون، سكان شكيم أن يُملكوه ملكًا، عبر التآمر مع أقربائه من جهة أمه. فقتل إخوته غير الأشقاء، وهم سبعون رجلًا من أبناء جدعون. ولم ينجُ منهم إلا يوثام، الذي صعد إلى جبل جرزيم، المطل على شكيم، وألقى "مثل الشوك"، وهي قصة رمزية تندد بأبيمالك وتلعن سكان شكيم (قضاة 9: 5–20). وعلى الرغم من أن كلماته لم تُحدث أثرًا فوريًا، إلا أن أبيمالك خسر دعمهم بعد ثلاث سنوات، وقُتل في النهاية عندما ألقت امرأة حجر طاحونة على رأسه من برج (قضاة 9: 22–57).
ورغم أن العهد الجديد لا يذكر جبل جرزيم بالاسم، إلا أنه يظهر بوضوح في قصة يسوع مع المرأة السامرية، التي قالت له إن "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل" (يوحنا 4: 20–23). وبحسب تكوين 12: 6–7، بنى إبراهيم مذبحًا هناك، وكذلك فعل يعقوب في تكوين 33: 18–20. وعلى مدى قرون، اعتبر السامريون جبل جرزيم موقعًا مقدسًا لعبادة الله، وقد بنوا عليه معبدًا كمنافس للهيكل اليهودي في أورشليم.
لكن يسوع أوضح للمرأة السامرية أن المكان الجغرافي للعبادة لم يعد هو المهم. فالمعابد والهياكل والمدن والجبال لم تكن سوى رموز عابرة تشير إلى الحقيقة الروحية الأعظم - وهي يسوع المسيح - الواقف أمامها. فالساجدون الحقيقيون يجب أن يسجدوا للآب بالروح والحق.
English
ما هي أهمية جبل جرزيم في الكتاب المقدس؟