السؤال
ما معنى العيش للمسيح؟
الجواب
نحن جميعًا نعيش من أجل شيء ما. فقد يعيش الآباء من أجل أطفالهم، ويعيش الأزواج من أجل بعضهم البعض، وقد يعيش أصحاب الأعمال من أجل النجاح. نقول إننا “نعيش من أجل” شيء ما عندما يكون ذلك هو الدافع الأساسي لكل ما نقوم به. العيش للمسيح يعني أن إرضاءه هو الهدف الأعلى لحياتنا (كولوسي 1: 10). على الرغم من وجود العديد من الدوافع الثانوية، فإن الذين امتلأوا بالروح المسيح هم مدفوعون في المقام الأول بأهدافه وخططه لحياتهم. وعندما تتعارض تلك الخطط مع أهداف أقل أهمية، فإن الذين يعيشون للمسيح يتبعون طريقه وليس طريقهم الخاص (أمثال 3: 5–6).
قد يبدو مصطلح “العيش للمسيح” مثاليًا أو مجرد فكرة روحية، لكن المسيح حذر أن العيش من أجله سيكون مكلفًا (لوقا 14: 26–33). وكان التلاميذ الأوائل مستعدين لدفع هذا الثمن. فقد تعرضوا للاضطهاد الشديد وحتى الموت لإعلاء مجد الله (أعمال 5: 41). استُشهد استفانوس بالحجارة (أعمال 7: 58–60)، واستُشهد يعقوب، وتاريخياً تشير السجلات أن جميع الرسل ما عدا يوحنا استُشهدوا أيضًا. وحتى اليوم، يعاني المسيحيون في أنحاء العالم من الضرب والسرقة والتعذيب والسجن لمجرد أنهم يعيشون من أجل المسيح.
وفيما يلي بعض ما يعنيه العيش للمسيح:
1. العيش للمسيح يعني أننا قد متنا عن الخطية. يقدّم رومية 6 وصفًا جميلًا للمسيحي الذي يختار يوميًا أن يعتبر نفسه ميتًا عن الخطية وحياً للمسيح (آيات 6–8). كوننا أمواتًا عن الخطية يعني أننا لم نعد نعتبر الخطية ضد الله خيارًا مقبولًا أو ممكنًا. هذا القرار تم عند ركوعنا عند الصليب وتجديد ولادتنا بنعمة الله من خلال الإيمان. ورغم أننا قد نتعثر أحيانًا، إلا أن الخطية لم تعد تسيطر علينا. كما أن الجثة لا تشتهي ولا تطمع ولا تتحدث بالغيبة، فإن الذين ماتوا عن الخطية لا يستسلمون لإغراءات الخطية (غلاطية 2: 20).
2. العيش للمسيح يعني أن لنا إلهًا واحدًا فقط. هذة هي الوصية الأولى (خروج 20: 3)، ومع ذلك، يمكن للناس أن يصنعوا آلهة من أي شيء آخر. قال جون كالفن بحق: “القلب البشري مصنع للأصنام.” نكتشف أصنامنا من خلال سؤال أنفسنا: ما الشيء الذي لا أستطيع تقديمه لله؟ أي شيء نرفض أن نكرّسه لله يصبح إلهاً في حياتنا. العيش للمسيح يعني البحث المستمر في قلوبنا عن أي صنم يسرق وقتنا ومودتنا عن التفاني الكامل لله (2 كورنثوس 11: 3).
3. العيش للمسيح يعني دراسة كلمته بجدية. تقول تيموثاوس الثانية 2: 15: “اجتهد أن تقدم نفسك لله كعامل مقبول، لا يخجل، يدرس كلمة الحق حقًا.” معرفة قلب الله والتعامل مع كلمته بشكل صحيح أمر أساسي لتجنب الخداع والعيش كملح ونور في العالم (متى 5: 13–16). نكتشف قلب الله من خلال دراسة “كامل مشورة الله” (أعمال 20: 27) وتطبيقها في حياتنا اليومية.
4. العيش للمسيح يعني استخدام مواهبنا لخدمة الله والآخرين. نسعى لأن نعيش كما عاش يسوع. ندرسه في الكتاب المقدس ونحاكي حياته في سلوكنا (1 كورنثوس 11: 1). كان يسوع كريمًا، فعلينا أن نحاكي كرمه. كان يعطي بلا أنانية، لذلك نضع رغباتنا جانبًا ونكرس وقتنا ومواردنا وطاقتنا لأهدافه وخططه (1 كورنثوس 10: 31). الأشخاص الذين يعيشون للمسيح يكتشفون مواهبهم الروحية ويستخدمونها للتأثير الإيجابي في عالمهم (1 كورنثوس 12: 7–11). العيش للمسيح يعني أننا نجد أعظم شعور بالرضا في خدمته. إرضاؤه هو مكافأتنا (2 كورنثوس 5: 9).
5. العيش للمسيح يعني أن نعرف مكان كنوزنا الحقيقية. الذين يعيشون للمسيح لا يركزون كما يفعل العالم على الكنوز الأرضية. على الرغم من أنه مسموح لنا بالتمتع بنعم الله في هذه الحياة، فإن التركيز الرئيسي يكون على الأبدية (متى 6: 19–20). يوجه المسيحيون الذين يعيشون للمسيح طاقتهم ومواردهم نحو الاستثمارات الروحية التي لها قيمة أبدية، مثل تربية الآخرين على معرفة الله، ودعمهم في الطريق الروحي، وتحقيق إرادة الله في العالم (لوقا 10: 2–3).
الخلاصة: أن نصبح مسيحيين يعني اختيار أن نعيش للمسيح بدلاً من العيش لأنفسنا. وجعل المسيح متصدر حياتنا يتطلب التضحية اليومية: “من أراد أن يأتي خلفي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني” (لوقا 9: 23). حمل الصليب يعني موت إرادتنا الشخصية وتسليم حياتنا لله. لا يمكن أن يكون لدينا سيدان، فيسوع لن يشرك عرشه مع أحد (لوقا 14: 26–27؛ غلاطية 1: 10). نعيش للمسيح، وهو يمنحنا القوة لنعيش حياة تقية كما خُلقنا لنعيشها (1 بطرس 1: 16؛ عبرانيين 12: 14).
English
ما معنى العيش للمسيح؟
