السؤال
ما أهمية الأسود في الكتاب المقدس؟
الجواب
تشتهر الأسود بقوتها وجمالها وجرأتها. وقد سُميت "ملك الوحوش" و"ملك الغابة"، وفي الكتاب المقدس يُشار إلى يسوع بلقب "أسد سبط يهوذا" (رؤيا 5: 5). توسّع هذه الرمزية من فهمنا للطفل يسوع في المذود (لوقا 2: 7) والمخلّص المتألّم على الصليب (إشعياء 53: 7)، لتُظهره كملك الملوك المنتصر، كأسد يزأر منتقمًا من أعدائه (رؤيا 19: 16).
تُذكر الأسود في سياقات متعددة عبر الكتاب المقدس، أحيانًا بشكل إيجابي في وصف الله (هوشع 11: 10)، وأحيانًا بشكل سلبي كرمز للشر والدمار (أمثال 28: 15). ويقارن بطرس إبليس بأسد زائر، محذرًا من مكائده المدمّرة (1 بطرس 5: 8). يمكن سماع زئير الأسد حتى خمسة أميال، وهو يُستخدم لبثّ الرعب في نفوس من يسمعه. فالأسود تزأر لتُعلن سلطانها ولتُظهر قوتها، لكن الزئير لا يُلحق الأذى بحد ذاته، بل هو تهديد بلا فاعلية ما لم نستسلم للخوف. كذلك، يُطلق الشيطان تهديداته واتهاماته ليُرعبنا ويدفعنا إلى الاستسلام، حتى يتمكن من هزيمتنا (أفسس 6: 11–16). ومع ذلك، لا يستطيع زئير الأسد أن يغلب من يقف بثبات في درع الله الكامل (رومية 8: 37).
ومن أشهر الإشارات إلى الأسود في الكتاب المقدس قصة النبي دانيال. فقد أُلقي هذا الرجل البار في جب الأسود لأنه رفض أن يطيع قرار ملك فارس الذي منع الصلاة (دانيال 6: 16). وكان الجب ملاذًا مؤكدًا للهلاك، لكن الله أظهر سلطانه حتى على أقوى الوحوش، فأغلق أفواه الأسود. وبدلًا من أن يلقى مصيرًا مروعًا، خرج دانيال سالمًا دون أذى (دانيال 6: 21–22).
وتظهر الأسود أيضًا في وصف الكروبيم المحيطين بعرش الله. يقول حزقيال 10: 14: "وكل واحدٍ كان له أربعةُ وجوهٍ: وجهُ الأول كوجهِ كروبيم، والوجهُ الثاني كوجهِ إنسان، والثالث كوجهِ أسد، والرابع كوجهِ نسر." يرى بعض المفسرين أن وجه الأسد يرمز إلى جرأة الله وقوته، بينما يرى آخرون أنه يمثل سلطانه على الوحوش البرية.
ويتحدث إشعياء 11 عن العصر الآتي الذي فيه يملك يسوع على الأرض، ويحلّ فيه السلام والانسجام حتى في مملكة الحيوان. في الآية 6، نقرأ هذا التصوير الجميل: "فيسكن الذئبُ مع الخروفِ، ويربضُ النمرُ مع الجدي، والعجلُ والشبلُ والمسمنُ معًا، وصبيٌ صغيرٌ يسوقُها." وتستمر الفكرة في إشعياء 65: 25: "الذئبُ والحملُ يرعيانِ معًا، والأسدُ كالبقرِ يأكلُ تِبْنًا، وأما الحيةُ فالترابُ طعامُها." (انظر أيضًا تكوين 1: 30). هذا السلام الكامل يتحقق حين يتوقف المفترسون عن الافتراس، ويصير ملك الوحوش مروّضًا في ملكوت المسيح.
يستخدم الكتاب المقدس مئات الصور والاستعارات لشرح شخصية الله التي تفوق الوصف. فالطبيعة، بما فيها الحيوانات، تساعدنا على فهم جوانب معينة من صفات الله. فمثلًا، يُدعى يسوع "حمل الله" (يوحنا 1: 36) ليمثّل وداعة الذبيحة من أجل خطايانا. لكنه أيضًا يُدعى "أسد سبط يهوذا" (رؤيا 5: 5) ليدل على سلطانه المطلق وقوته على كل الخليقة. قد يكون الأسد ملك الغابة، لكن "أسد يهوذا" هو ملك الملوك.
English
ما أهمية الأسود في الكتاب المقدس؟