السؤال
هل فكرة لحظة كايروس أو دائرة كايروس لها أصل كتابي؟
الجواب
"دائرة كايروس" أو ما يُعرف أيضًا بـ"دائرة التعلم" هي أداة تعليمية تستخدمها بعض الجماعات المسيحية والعلمانية لتقييم التجارب وتعزيز التحسّن الشخصي والتغيير المستدام. في السياق المسيحي، تهدف "دائرة كايروس" إلى دعم التلمذة من خلال إرشاد الفرد أو مجموعة صغيرة لاستغلال الفرص لتعلّم دروس حياتية.
تبدأ الدائرة بـ"لحظة كايروس"، وهي لحظة يُفترض فيها أن الله قد تكلّم بطريقة ما. ثم يركّز المتعلمون على ست مراحل: الملاحظة، التأمل، النقاش، التخطيط، المحاسبة، والعمل. تُصنّف المراحل الثلاث الأولى (الملاحظة، التأمل، النقاش) كخطوات في "التوبة"، أما المراحل الثلاث الأخيرة (التخطيط، المحاسبة، العمل) فتُعتبر خطوات في "الإيمان". وهكذا، تُستخدم "دائرة كايروس" كطريقة لتصوير التوبة والإيمان استجابة لتدخل الله التأديبي. والسؤالان الأساسيان في هذه العملية هما: "ما الذي يحاول الله أن يقوله لي؟" و"كيف سأستجيب؟"
كلمة "كايروس" في اليونانية تعني "فرصة" أو "وقت مناسب". ويستخدم الكتاب المقدس كلمة "كايروس" ومشتقاتها في عدة مواضع في العهد الجديد (مثل لوقا 19: 44 وأعمال الرسل 24: 25). يشير مؤيدو هذه الأداة التلمذية إلى أول عظة مسجلة ليسوع في مرقس 1: 15 كمثال على "لحظة كايروس": "قد كَمُلَ الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل". عندما واجه شعب إسرائيل رسالة يسوع المُغيّرة، كانت أمامهم فرصة (كايروس) ومسؤولية للاستجابة بشكل صحيح. وبالمثل، عندما دعا يسوع يعقوب ويوحنا ليتبعاه، كانت لديهما نافذة من الفرصة - إما أن يتركا كل شيء ويتبعاه، أو أن يبقيا مع شباك الصيد.
الكتاب المقدس لا يذكر مصطلح "دائرة كايروس" أو "لحظة كايروس" بشكل مباشر. فهذه المصطلحات من صنع الإنسان. ومع ذلك، فإن فكرة التماس يد الله، والتعلّم من الخبرة، وتطبيق كلمة الله هي أفكار كتابية. تستند "دائرة كايروس" إلى فهم لأساليب التعلّم لدى الإنسان، وإيمان بأن الله يريد لنا أن ننمو (عبرانيين 5: 12).
قد يكون اتباع خطوات "دائرة كايروس" مفيدًا إذا ما أدى ذلك إلى تركيز أعمق على كلمة الله. يحثّنا الكتاب المقدس على التأمل في كلمة الله (مزمور 1) وتطبيقها (يعقوب 1: 22). كما ينبغي علينا أن نتعلم من الأحداث التي تمر بنا في الحياة. فعلى سبيل المثال، بعد الاستماع إلى عظة، من المفيد أن نتأمل في الرسالة، نناقشها مع شخص آخر، نفكر في كيفية تطبيقها، ثم نعمل على تنفيذ ما تعلمناه. والأمر نفسه ينطبق على الذهاب في رحلة تبشيرية، أو لقاء شخص محتاج، أو التعرض لحادث سيارة، أو الحصول على وظيفة جديدة.
يشجع الكتاب المقدس على التعلّم ويأمرنا أن "ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" (2 بطرس 3: 18). وإذا كان اتباع "دائرة كايروس" يساعدنا في بلوغ هذا الهدف، فهي إذًا أداة نافعة.
English
هل فكرة لحظة كايروس أو دائرة كايروس لها أصل كتابي؟
