السؤال
ما معنى الكلمة اليونانية كايروس؟
الجواب
كانت كلمة "كايروس" كلمة يونانية قديمة تعني "فرصة" أو "فصل" أو "وقت مناسب". في المقابل، هناك كلمة يونانية أخرى للوقت هي "كرونوس". يُستخدم "كرونوس" للإشارة إلى تسلسل زمني من اللحظات، مؤكدًا على مدة الوقت؛ أما "كايروس" فيُستخدم للإشارة إلى وقت معيّن محدد دون اعتبار لطوله. لذا فإن "كرونوس" زمنيّ خطّي وكمي، أما "كايروس" فهو غير خطّي ونوعي.
تستخدم الكتابات المقدسة كلمة "كايروس" ومشتقاتها 86 مرة في العهد الجديد (مثلًا في متى 8: 29، لوقا 19: 44، وأعمال الرسل 24: 25). وغالبًا ما تتضمن هذه الكلمة فكرة الفرصة أو الوقت المناسب لاتخاذ إجراء ما. عندما "نغتنم اليوم"، فإننا نستفيد من "كايروس" أعطي لنا. الكلمة "كايروس" مرتبطة أيضًا بالكلمة اليونانية "كارا" التي تعني "الرأس"، ما يشير إلى أن "كايروس" هو وقت تبلغ فيه الأمور ذروتها وتحتاج إلى تصرف حاسم.
في مثل يسوع عن الحنطة والزوان، يشير الرب إلى الدينونة الآتية باعتبارها حصادًا: "في ذلك الوقت [كايروس] أقول للحصّادين: اجمعوا أولًا الزوان واربِطوه حزماً ليُحرق، وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني" (متى 13: 30). باستخدام كلمة "كايروس" هنا، يؤكد يسوع على أن يوم الدينونة هو وقت معيّن محدد، وخلاله تحدث أمور تتناسب مع ذلك اليوم.
كان هناك "وقت معيّن" لميلاد يوحنا المعمدان (لوقا 1: 20). ويعد الرب بمكافأة عبيده "في الوقت المناسب" (لوقا 12: 42). ويتنبأ يسوع بأن إسرائيل ستُدان "لأنك لم تعرفي زمان افتقادك" (لوقا 19: 44). كل استخدام من هذه الاستخدامات لكلمة "كايروس" يشير إلى وقت فريد يتوقع فيه حدوث أمر خاص.
يحذّر الكتاب المقدس من ضرورة اغتنام الفرص التي يعطيها الله. فعلى غير المؤمنين مسؤولية الاستجابة لفرص الإيمان بالإنجيل. أول عظة مسجّلة ليسوع كانت بسيطة: "قد كَمُلَ الزمان [كايروس]، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس 1: 15). وعندما واجه أهل الجليل رسالة يسوع المُغيّرة للحياة، كان على الله أن يتوقع منهم الإيمان.
كان الحاكم فيلكس يستمع إلى بولس وهو يتكلم، و"بينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعب فيلكس وأجاب: أما الآن فاذهب، ومتى حصلت لي فرصة [كايروس] أستدعيك" (أعمال 24: 25). أراد فيلكس أن يختار هو وقته الخاص للاستجابة للإنجيل، متجاهلًا الفرصة الحاضرة. وبهذا كان قد استجاب بالفعل - لكنه رفض الإنجيل.
نقل بولس إحساس الإلحاح في رسالته بالقول: "هوذا الآن وقت القبول [كايروس]، هوذا الآن يوم الخلاص" (2 كورنثوس 6: 2). هناك نافذة من الفرصة لقبول خلاص الله، ولا نعرف متى تُغلق تلك النافذة.
على المؤمن أن يغتنم الفرص لخدمة الرب. "فبينما نحن في فرصة [كايروس]، فلنعمل الخير للجميع، ولا سيما لأهل الإيمان" (غلاطية 6: 10). ويجب أن "نفتدي الوقت [كايروس]، لأن الأيام شريرة" (أفسس 5: 16). وأيضًا "لا نفشل في عمل الخير، لأننا في الوقت المناسب [كايروس] سنحصد إن كنا لا نكلّ" (غلاطية 6: 9).
English
ما معنى الكلمة اليونانية كايروس؟
