السؤال
كيف ينبغي أن يستجيب المسيحي لواجب المحلفين؟
الجواب
المحلفون هم هيئة من الأشخاص المحايدين يستمعون إلى جميع الأدلة المقدمة في محاكمة قضائية ويصدرون حكماً. في الولايات المتحدة الأمريكية، يتم اختيار المحلفين المحتملين عشوائيًا من خلال سجلات الناخبين وتجديدات رخص القيادة. واجب المحلفين ليس اختياريًا لمن يتلقون استدعاءً بذلك في الولايات المتحدة. ومن مسؤوليات العيش في مجتمع حر أن يكون كل مواطن مستعدًا للمشاركة في الأنظمة الحكومية والقضائية التي تسهم في الحفاظ على حرية هذا المجتمع. وبما أن نظام المحاكم يعتمد على نظام المحلفين، فإن آلاف المواطنين يُستدعون سنويًا ليتم فحصهم كمحلفين محتملين. فكيف ينبغي أن يستجيب المسيحي عندما يُستدعى لواجب المحلفين؟
الإصحاح 13 من رسالة رومية هو المرجع الأساسي لتعليم كيفية استجابة المسيحيين للسلطة الحكومية. يبدأ العدد الأول بالقول: «لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسُّلُطَاتِ الْفَائِقَةِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلَّا مِنَ ٱللهِ، وَالسَّلَاطِينُ ٱلْقَائِمَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ ٱللهِ». وجزء من الخضوع للسلطات الحاكمة هو طاعة استدعاء واجب المحلفين. وبما أنه لا يوجد في نظام المحلفين ما يتعارض مع كلمة الله أو مبادئه، فلا يوجد سبب أخلاقي لرفض الالتزام وتحمل العقوبة نتيجة لذلك. ويواصل رومية 13: 5 بقوله: «لِذَلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهَا، لَيْسَ لِسَبَبِ ٱلْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا لِسَبَبِ ٱلضَّمِير».
عندما يتم اختيار هيئة محلفين، يتم إرسال مئات الاستدعاءات إلى المواطنين المحليين. ويُطلب منهم الحضور إلى دار المحكمة في تاريخ ووقت محددين، وإلا يواجهون عقوبات شديدة. يمكن للأمهات المرضعات وأولئك الذين قد يسبب غيابهم عن العمل مشكلة حرجة أن يحصلوا على إعفاء خاص. أما البقية فيُتوقع منهم الحضور في الموعد المحدد والخضوع لعملية اختيار مطوّلة حيث يسعى المحامون من كلا الطرفين إلى تشكيل هيئة محلفين يُحتمل أن تصدر حكمًا عادلًا.
وقد يوجد بعض المسيحيين الذين لا يستطيعون، بسبب الضمير، أن يشاركوا في هيئة محلفين يمكن أن تصدر حكمًا بالإدانة يؤدي إلى عقوبة الإعدام. وبالنسبة لمن يعارضون عقوبة الإعدام، قد يكون واجب المحلفين أمرًا مخيفًا. ومع ذلك، فإن المحكمة تتفهم مثل هذه القناعات، ولا يرغب القضاة أو المحامون في وجود محلف لا يستطيع التصويت بناءً على ضميره. وغالبًا ما يُعفى هذا الشخص خلال عملية الاختيار الطويلة التي تستكشف خلفيات وقناعات واستعداد كل محلف محتمل.
ينبغي أن يستجيب المسيحي لواجب المحلفين بروح من الوقار والتواضع، مدركًا ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه. فمستقبل إنسان آخر يعتمد على قرار هيئة المحلفين، ولا ينبغي الاستهانة بمثل هذه السلطة. ويجب أن يرافق كل خطوة يتخذها المحلف المسيحي صلاة، طالبًا الحكمة لاتخاذ القرار الصائب (يعقوب 1: 5). كما يمكن للمسيحي أن يستغل الفرص المتاحة لذكر الرب بتواضع أمام المحلفين الآخرين، وأن يُظهر الاحترام واللطف طوال العملية، ويقدم نموذجًا لموقف إيجابي حتى أثناء لحظات الانتظار المملة والمضجرة. وعندما يرى المسيحي كل موقف كفرصة لتمثيل يسوع، حتى واجب المحلفين يمكن أن يحمل أهمية أبدية، ليس فقط لأولئك الذين يحاكَمون، بل أيضًا لأولئك الذين تقع على عاتقهم مسؤولية إصدار الحكم.
English
كيف ينبغي أن يستجيب المسيحي لواجب المحلفين؟
