السؤال
هل يسوع هو يهوه؟
الجواب
يتحدث الإصحاح الثالث من سفر الخروج عن اللقاء بين موسى والله حول اسم الرب: "فقال الله لموسى: أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ. وَقَالَ: هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ" (الخروج 3: 13-14).
العبارة "أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ" في العبرية هي يهوه (YHWH )، والتي تُترجم غالبًا إلى "الرب"، أو "يهوه"، ويُشار إليها في اللاهوت باسم "اللفظ الرباعي" (كلمة مكونة من أربعة أحرف). الترجمة الحرفية لهذا المصطلح تعني "أنا هو الكائن"، وهو تعبير يشير إلى وجود الله الذاتي—فهو غير معتمد على أي شيء آخر لوجوده.
إحدى العقائد الأساسية في المسيحية هي أن يسوع هو الله .هو يَهْوَه / يَهُوَه / يَهوَه المذكور في سفر الخروج 3. قد يكون هذا التعليم صعب الفهم، لأن الكتاب المقدس يؤكد أيضًا أن هناك إلهًا واحدًا فقط: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِد " (التثنية 6: 4).
إن الإيمان بوجود إله واحد فقط يُعرف باسم التوحيد. القول بأن يسوع هو الله لا يعني أن هناك أكثر من إله واحد (تعدد الآلهة) ، كما أن عقيدة الثالوث في المسيحية لا تعني وجود ثلاثة آلهة (التثليث) أو أن الله واحد يظهر في ثلاث صور أو أنماط مختلفة (المودالية).
بدلاً من ذلك، تُعلِّم المسيحية أن هناك إلهًا واحدًا موجودًا في ثلاثة أقانيم ضمن كيان إلهي واحد—أي "ما" واحد، ولكن ثلاثة "من"؛ تعددية في الأقانيم ولكن وحدة في الجوهر. عن عمق هذا السر اللاهوتي، كتب أ. و. توزر: "إن محاولتنا المخلصة لفهم سر الثالوث تظل بلا جدوى إلى الأبد، ولا يمكن إنقاذها من الغرور إلا بأقصى درجات التوقير. نحن نغطي جهلنا العميق بالكلمات، لكننا نخجل من التساؤل، ونخشى أن نهمس بكلمة "سر" ( معرفة القدوس، ص 18).
يؤكد الكتاب المقدس مكانة الابن داخل اللاهوت الإلهي في العهدين القديم والجديد. أحد المقاطع التي تؤكد ألوهية الابن في العهد القديم هو المزمور 2: "مُلُوكُ الأَرْضِ يَنْتَصِبُونَ وَالرُّؤَسَاءُ يَتَآمَرُونَ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ قَائِلِينَ: لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا! ... قَبِّلُوا الابْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِكُلِّ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ" (مزمور 2: 1-3، 12).
في العهد الجديد، أكد يسوع ألوهيته في أماكن كثيرة. ففي تعاليمه العامة، كان يشير إلى نفسه بنفس الطريقة التي وُصف بها الله في العهد القديم، وقام بذلك في عشرين مثلًا. إليك بعض الأمثلة:
الله في العهد القديم
أنا هو ) الخروج 3: 14-15؛ إشعياء 48: 12)
الراعي )مزمور 23: 1(
النور )مزمور 27: 1(
الصخرة )مزمور 18: 2(
الحاكم على الكل )إشعياء 9: 6(
الدَيّان لجميع الأمم )يوئيل 3: 12(
العريس )إشعياء 62: 5؛ هوشع 2: 16(
كلمة الله لا تزول )إشعياء 40: 8(
الزارع )إرميا 31: 27؛ حزقيال 36: 9(
الأول والآخر )إشعياء 48: 12(
إشارة يسوع إلى نفسه
أنا هو )يوحنا 8: 58(
الراعي )يوحنا 10: 11(
النور )يوحنا 8: 12(
الصخرة )متى 7: 24(
الحاكم على الكل )متى 28: 18(
الدَيّان للجميع )يوحنا 5: 22(
العريس )متى 25: 1(
كلمات يسوع لا تزول )مرقس 13: 31(
الزارع )متى 13: 3-9(
الأول والآخر )رؤيا 1: 17-18(
قال يسوع العديد من العبارات التي جعلت نفسه معادلاً ليهوه، مثل: "الذي رآني فقد رأى الآب " (يوحنا 14: 9)، و "أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 30). كما صلى إلى الله قائلاً: "مجدني عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يوحنا 17: 5). وقال أيضًا: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يوحنا 5: 17).
إضافة إلى ذلك، قبل يسوع العبادة تسع مرات في الأناجيل، وغفر الخطايا، وأمر تلاميذه بأن يصلّوا باسمه. لم يقل يسوع قط كما قال الأنبياء الآخرون: "هكذا قال الرب"؛ بل قال: "أنا أقول"، وأمر تلاميذه بأن يُعمّدوا باسمه.
كما أشار كتّاب العهد الجديد إلى ألوهية يسوع في مواضع عديدة، مثل: (متى 3: 16-17؛ يوحنا 1: 1-3، 14؛ يوحنا 20: 28؛ رومية 9: 5؛ فيلبي 2: 5-8، 9-11؛ كولوسي 1: 16-19؛ 2: 9-10؛ 1 تيموثاوس 6: 15؛ 2 بطرس 1: 1؛ عبرانيين 1: 8؛ 13: 8؛ رؤيا 1: 8، 17؛ 2: 8؛ 17: 14؛ 19: 16؛ 21: 6؛ 22: 13).
ختامًا، يعلمنا الكتاب المقدس أن يسوع هو حقًا يهوه، "أنا هو"، إله العهد القديم.
English
هل يسوع هو يهوه؟