السؤال
ما هي أناجيل الطفولة؟
الجواب
أناجيل الطفولة هي مجموعة صغيرة من الكتابات التي تدّعي أنها تسرد تفاصيل عن طفولة يسوع. بينما لا تذكر الأسفار المقدسة الموحى بها إلا القليل عن حياة يسوع بين ميلاده وبداية خدمته العلنية، تأتي أناجيل الطفولة بقصص موسّعة عن يسوع في مرحلة ما قبل المراهقة وعائلته. من بين هذه الأناجيل، كان هناك اثنان فقط معروفان على نطاق واسع: إنجيل يعقوب الأولي (الإنجيل الأولي ليعقوب) وإنجيل الطفولة لتوماس. أما البقية، فهي موجودة فقط في شكل شذرات بلغات مختلفة.
حتى هذان الإنجيلان الرئيسيان كُتبا في وقت متأخر جدًا بحيث لا يمكن اعتبارهـما موثوقين أو معتمدين. كما يحتويان على محتويات خاطئة بشكل واضح، سواء من حيث المعلومات الجغرافية الخاطئة عن منطقة أورشليم أو من حيث الأفكار العقائدية التي تتناقض مع الأناجيل القانونية الموحى بها: متى، مرقس، لوقا، ويوحنا. معظم المحتوى الروحي في هذه الأناجيل يتوافق مع الغنوسية، وهي هرطقة مبكرة اجتاحت الكنيسة المسيحية. وقد تم رفض هذه الأعمال منذ البداية بسبب عيوبها الظاهرة، ولم تُعتبر يومًا جزءًا من قانون الأسفار المقدسة.
يدّعي "الإنجيل الأولي ليعقوب" أن مريم كانت عذراء مكرّسة في الهيكل وبقيت عذراء طوال حياتها. بعض الخرافات الحديثة حول مريم تعود جذورها إلى هذا العمل المبكر. أما "إنجيل الطفولة لتوماس" فيصور يسوع الطفل كشخص متقلب المزاج، متعجرف، غير مطيع، يستخدم قواه بطريقة سحرية ومزاجية. هذا يتماشى مع بعض جوانب الفكر الغنوسي، ويتشابه مع النظرة الوثنية للآلهة، لكنه يتعارض تمامًا مع شخصية وأقوال وأفعال يسوع كما يعرضها الكتاب المقدس.
وتنسب هذه الأناجيل ليسوع معجزات عديدة خلال طفولته، إلا أن هذا يتناقض مع الأناجيل القانونية التي تشير إلى معجزة قانا الجليل (تحويل الماء إلى خمر) باعتبارها "أول آياته" (يوحنا 2: 11).
ورغم تسميتها الجماعية بـ"أناجيل الطفولة"، إلا أنها لا تمت بأي صلة حقيقية للأناجيل الأربعة الموجودة في الكتاب المقدس. وقد أدرك المسيحيون الأوائل حقيقتها: روايات متأخرة، خيالية، تقدم صورة مزيفة وأسطورية عن يسوع المسيح. ومع أنها لا تصلح كمصادر موحى بها، إلا أنها تُستخدم أحيانًا كمصادر تاريخية تكشف عن بعض الهرطقات القديمة وأصول بعض الخرافات المتعلقة بيسوع ومريم. لكنها لا تقارن أبدًا بكلمة الله الموحى بها أو بمحتوى الكتاب المقدس الفعلي.
English
ما هي أناجيل الطفولة؟