السؤال
كم كان عمر الرسول بولس عندما توفي؟
الجواب
من المحتمل أن الرسول بولس كان في نحو الستين من عمره عندما توفي. وبمقاييس القرن الأول، كان يُعد قد عاش حياة طويلة نسبيًا.
وُلد بولس في مدينة طرسوس، على الأرجح في العقد الأول بعد الميلاد، ومن المرجّح أنه مات في منتصف إلى أواخر عقد الستينيات، ما يعني أنه كان قريبًا من سن الستين عند وفاته. وبالنظر إلى المصاعب التي مر بها، والزمان الذي عاش فيه، فإن بولس يُعد رجلًا مسنًا نسبيًا في وقت وفاته.
في البداية، عاملت الحكومة الرومانية المسيحية على أنها طائفة من اليهودية، ومنحتها بعض الحريات الدينية. ولكن بحلول عام 64 ميلاديًا، بدأ الإمبراطور نيرون حملة اضطهاد شرسة ضد المسيحيين وقتل كثيرين منهم، بعد أن اتهمهم زورًا بإشعال الحريق الكبير الذي دمّر روما في ذلك العام. من الممكن أن يكون بولس أحد المسيحيين الذين اعتُقلوا ظلمًا وتم إعدامهم بوحشية في تلك الفترة. كما من المحتمل أن يكون قد اعتُقل في السنوات اللاحقة، حيث وصف نفسه بأنه "مقيّد كفاعل شر" (2 تيموثاوس 2: 9)، وحُكم عليه بالإعدام بسبب إيمانه البطولي وجهوده الدؤوبة في نشر إنجيل يسوع المسيح.
وبحسب التقليد، فقد تم إعدام بولس بقطع الرأس في روما، مع أن التفاصيل الدقيقة لمحاكمته وموته لم تُسجَّل. ومع ذلك، نعلم من الكتاب المقدس أن بولس قضى أيامه الأخيرة في ظروف بائسة داخل سجن روماني، منتظرًا تنفيذ حكم الإعدام. وبإحساسه باقتراب موته، كتب لتيموثاوس تلميذه المحبوب: "فإني الآن أُسكب سكيبًا، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحسن، أكملتُ السعي، حفظتُ الإيمان، وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2 تيموثاوس 4: 6–8).
واستنادًا إلى ما ذكره المؤرخ الكنسي أوسابيوس، فقد روى كتاب "شهداء فوكْس" (Foxe’s Book of Martyrs) أن جنود نيرون اقتادوا بولس "خارج المدينة إلى مكان الإعدام، وهناك، بعد أن صلى، أسلم عنقه للسيف" (الفصل الأول، القسم العاشر).
كان الرب قد أعلن لبولس منذ البداية أنه سيقضي حياته متألمًا من أجل اسم المسيح (أعمال الرسل 9: 16). ومنذ ذلك الحين، عاش بولس مستعدًا للموت في أي وقت، كما كتب: "بحسب انتظاري ورجائي أن لا أخزى في شيء، بل بكل مجاهرة، كما في كل حين، كذلك الآن، يتعظم المسيح في جسدي، سواء كان بحياة أم بموت. لأن لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربح" (فيلبي 1: 20–21؛ انظر أيضًا أعمال الرسل 21: 13).
واستنادًا إلى سفر أعمال الرسل ورسائل بولس، نعلم أنه كان رجلاً مثابرًا بشكل غير عادي، احتمل هجمات جسدية قاسية، واضطهادات، وسوء معاملة، في سعيه لجعل المسيح معروفًا للعالم. وأخيرًا، أكمل سعيه. لقد مات بولس في سن متقدمة، شهيدًا وبطل إيمان لكل المؤمنين عبر القرون التالية.
English
كم كان عمر الرسول بولس عندما توفي؟
