السؤال
ما هي الكتب التاريخية في الكتاب المقدس؟
الجواب
يبدأ العهد القديم بخمسة أسفار تعرف بالأسفار الموسوية أو التوراة، التي كتبها موسى. من خلالها نتعرف على الآباء المؤسسين وإسرائيل وهي تنمو لتصبح أمة عظيمة. بعد التوراة تأتي الكتب الاثني عشر التاريخية في العهد القديم، التي تبدأ على ضفاف نهر الأردن وتحكي قصة شعب الله المحرر واحتلال الأرض الموعودة لهم إلى الأبد. شعب إسرائيل مرتبط بالأرض إلى الأبد؛ لذلك تبدأ الكتب التاريخية قصة فريدة تستمر حتى اليوم والمستقبل.
الكتب التاريخية في العهد القديم هي اثني عشر كتابًا، تسجل خمسة أحداث رئيسية، وتركز على عدة شخصيات بارزة، أبرزهم الملك داود. هذه الكتب الاثني عشر هي:
يشوع القضاة راعوث صموئيل الأول صموئيل الثاني الملوك الأول الملوك الثاني أخبار الأيام الأول أخبار الأيام الثاني عزرا نحميا أستير
تركز هذه الكتب على خمسة أحداث كبرى تؤثر في أمة إسرائيل:
فتح واستيطان كنعان -يروي كتابا يشوع والقضاة قصة عبور شعب الله لنهر الأردن واستيطانهم في الأرض الموعودة. عندما أظهر الإسرائيليون طاعة لله، حارب الرب معاركهم بإخلاص، ولكن عندما جمدت قلوبهم وأظهروا اللامبالاة، تكبدوا هزائم متكررة على يد أعدائهم. في بداية تاريخ الأمة، كانت القبائل تحكم بواسطة القضاة. ويقع سفر راعوث خلال فترة حكم القضاة، ويكشف عن نسب الملك داود.
الانتقال من الحكم القبلي إلى الملكي - تحكي أسفار صموئيل الأول والثاني والملوك الأول عن أول ثلاثة ملوك لإسرائيل: شاول، داود، وسليمان. في هذه الفترة، توحدت الأمة تدريجيًا وتمتعت بعدة سنوات من السلام والازدهار النسبي. بعد نزع الملك من شاول، أول ملك لإسرائيل، منح الله نعمته الخاصة لداود، ولاحقًا لابنه سليمان.
انقسام المملكة - تسجل أسفار الملوك الثاني وأخبار الأيام الثاني انقسام المملكة الإسرائيلية إلى مملكتين منفصلتين: المملكة الشمالية (إسرائيل) والمملكة الجنوبية (يهوذا). للأسف، أدى تسامح الملك سليمان مع الخطيئة والعبادة الوثنية إلى تقسيم إسرائيل القوية سابقًا إلى أمتين أضعف.
فقدان السيادة الوطنية والسقوط تحت الأسر الأجنبي - رغم تحذيرات الأنبياء القديسين مثل عاموس وهوشع وإشعياء وإرميا وحزقيال، تجاهل الشعب العصيان في كلتا المملكتين دعوة الله للتوبة، مما أدى إلى حكم الله عليهم. غزا الأشوريون المملكة الشمالية، ودمّر البابليون أورشليم في المملكة الجنوبية. تحت حكم نبوخذ نصر، أجبر آلاف اليهود على العيش كمنفيين في بابل. تجدر الإشارة إلى أن أسفار الملوك الأول والثاني وأخبار الأيام الأول والثاني تحوي تاريخ جميع ملوك إسرائيل القدامى، في حين يروي سفر أستير قصة فتاة يهودية بارزة في زمن المنفى.
العودة إلى الأرض الموعودة - الحدث الأخير في الكتب التاريخية هو عودة شعب الله من الأسر الأجنبي إلى أرضهم. تسجل أسفار عزرا ونحميا إعادة بناء أورشليم وهيكلها. ومع ذلك، كان استعادة إسرائيل وسيادتها الوطنية قصيرة الأمد، ففي وقت ميلاد يسوع كان البلد تحت حكم أجانب مستبدين وعملاء فاسدين، وكانت شوارع أورشليم تحرسها جيوش الرومان.
تحكي الكتب التاريخية عن العديد من الشخصيات النبيلة وغير النبيلة التي لعبت أدوارًا بارزة في تاريخ إسرائيل. من أبرزهم يشوع، خليفة موسى؛ صموئيل، آخر قاضي ونبي لإسرائيل الذي مسح شاول وداود ملوكًا؛ شاول، أول ملوك إسرائيل الذي كلفه عصيانه بفقدان العرش؛ داود، الملك الفريد من نوعه والرجل حسب قلب الله؛ سليمان، ابن داود الذي بدأ حكمه بمستقبل واعد لكنه انتهى بالخزي؛ الملكة أستير التي أنقذت اليهود من الإبادة؛ عزرا الذي أشرف على إعادة بناء الهيكل؛ ونحميا الذي أصلح وسدّ أسوار أورشليم المدمرة. وهذه قائمة جزئية فقط من الشخصيات التي كان لها دور مهم في تاريخ إسرائيل القديم.
يجب على كل مسيحي أن يكون لديه على الأقل فهم أساسي لتاريخ إسرائيل، فهذه هي جذورنا أيضًا (انظر رومية 11: 11–24). في صفحات الكتب التاريخية نرى أمانة الله، رحمته، وتأديبه. وربما أجمل جانب في هذه الكتب هو إعلان الله في صموئيل الثاني 7 بأن مسيح إسرائيل سيأتي من نسل الملك داود. وبعد حوالي ألف سنة، أكرم الله وعده بميلاد الرب يسوع من نسل داود. بلا شك، الوعود والحكم والدروس المستفادة من الكتب التاريخية ثمينة جدًا ولا ينبغي تجاهلها.
English
ما هي الكتب التاريخية في الكتاب المقدس؟