السؤال
أعلن زوجي/زوجتي أنه/أنها مثلي/مثلية. ماذا يجب أن أفعل؟
الجواب
بسبب الانفجار في الارتباك الجنسي في عالمنا اليوم، يواجه عدد متزايد من الأزواج هذا النوع من الأسئلة. سواء أكان الزوج هو من أعلن أنه مثلي، أو الزوجة هي من أعلنت أنها مثلية، فإن الشريك الذي يحب الآخر يُفاجأ بسيل من الأسئلة. هل الطلاق خيار في هذه الحالة؟ هل يجب أن أبقى في الزواج من أجل الأولاد؟ ماذا يقول الكتاب المقدس ليساعد الزوج أو الزوجة في معرفة ما يجب فعله عندما "نصفه الآخر" يعلن عن ميوله المثلية؟
بالتأكيد، يجب اتخاذ بعض القرارات عندما يُعلن أحد الزوجين عن ميوله المثلية، ولكن قبل الخوض في تلك القرارات، يجب توضيح بعض المصطلحات. فمصطلح "مثلي" يُشير غالبًا إلى الممارسات الجنسية المثلية، لكنه يُستخدم كثيرًا أيضًا للإشارة إلى التوجه الجنسي فقط، لا السلوك. بالنسبة للمسيحيين الذين يجدون أنفسهم ينجذبون إلى نفس الجنس، فإن التصرف بناءً على تلك الميول ليس خيارًا. فالخطيئة تظل خطيئة، مهما كان شعورنا تجاهها. لقد اختار المسيحيون أن يموتوا للطبيعة الخاطئة ويحيوا بطريقة تكرّم الرب (رومية 6: 1–6). لذلك، إذا أعلن زوج أو زوجة مسيحي/ة عن ميوله/ها المثلية، فيجب طرح أسئلة أخرى: هل هو/هي يمارس تلك الرغبات فعليًا، أم فقط يعترف بالانجذاب؟ في كلتا الحالتين، فإن الزوج/الزوجة الذي يعلن عن ذلك يكون صادقًا ومعرضًا نفسيًا. وشريك المحبة سيتفهم أن شريكه مكسور بعمق ويحتاج إلى المساعدة في عبور سيل المشاعر التي تعصف به.
إذا كان الزوج أو الزوجة الذي أعلن عن ميوله المثلية مستعدًا للبقاء في الزواج والبقاء أمينًا، والتعامل مع الارتباك الجنسي من خلال المحاسبة والمشورة، فيمكن الحفاظ على الزواج. فنحن لا نترك شريك حياتنا إذا كان يصارع مع تجارب خطية أخرى، وبالتالي لا ينبغي أن نتركه إذا كان يصارع مع المثلية. مجرد وجود الرغبات لا يعني أن الإنسان يجب أن يتصرف بناءً عليها. فنحن جميعًا لدينا رغبات مشوهة في مجالات مختلفة من حياتنا.
الزوج أو الزوجة الذي يعلن عن ميوله المثلية، مثل كل من يواجه هذا الانجذاب، عليه أن يتخذ قرارًا. فالأفعال الجنسية المثلية غير مقبولة أبدًا (لاويين 18: 22؛ 20: 13؛ 1 كورنثوس 6: 9؛ يهوذا 1: 7؛ رومية 1: 24–27). نحن لا نتحكم دائمًا في ما نشعر به، لكننا مسؤولون دومًا عن كيفية التعامل مع تلك المشاعر. الأشخاص الذين التزموا بإكرام الرب بأجسادهم لا يستطيعون أن يعيشوا حياة جنسية غير أخلاقية، ويشمل ذلك السلوك المثلي (1 كورنثوس 6: 18–20). فإذا أصرّ الزوج الذي أعلن عن ميوله المثلية على اتباع شهواته، فإن زوجته تتحرر من عهودها، والعكس صحيح. فالعلاقة المثلية تُعد زنا، تمامًا كما العلاقة الغيرية خارج الزواج. "ولكن إن فارق غير المؤمن فليفارق. ليس الأخ أو الأخت مستعبَدًا في مثل هذه الأحوال. ولكن الله قد دعانا في السلام" (1 كورنثوس 7: 15).
لا حاجة للزوج أو الزوجة إلى اتخاذ قرار متسرع في اللحظة التي يعلن فيها شريكه عن ميوله المثلية. إذا كان الشريك الذي يواجه هذه الصعوبة يسير مع الرب، فسيرغب في أن يعيش بشرف أمامه. وإذا اعترف أحد الزوجين بصعوبة في العلاقة الجنسية، يمكن للآخر أن يظل داعمًا ومشجعًا له في السعي إلى الطهارة في الفكر والسلوك. يمكنهما معًا طلب المشورة الكتابية والسماح للمستشارين المسيحيين بإرشادهما نحو فهم جديد لزواجهما. ولكن إذا كان الشريك الذي أعلن عن ميوله المثلية مستعدًا لاحتضان أسلوب حياة مثلي، أو تخلى عن دوره في الزواج، فقد لا يملك الطرف الآخر خيارًا سوى مطالبته بالرحيل.
وإذا كان للزواج أبناء، فهناك اعتبارات إضافية. يمكن أن يقع الآباء في خطأين أثناء محاولتهم حماية أولادهم من اضطراب الأسرة. من ناحية، قد يُهدد الشريك الغاضب بقطع كل اتصال بين الأولاد والشريك الذي أعلن عن ميوله، إلا أن ذلك، ما لم تكن الحالة شديدة، قد لا يكون في مصلحتهم. ومن ناحية أخرى، قد يكون من الضار أيضًا أن يتظاهر الشريك الآخر بأن شركاء الزوج المثلي مرحّب بهم في حياة الأسرة ويتصرف كما لو أن شيئًا لم يحدث. الحكمة مطلوبة (يعقوب 1: 5).
لا يوجد "جواب واحد صحيح" للمسيحي الذي يواجه إعلان شريكه عن ميوله المثلية. فكل حالة مختلفة، وليس كل من يصارع مع رغبات مثلية يصارع بنفس الطريقة. إذا كان كلا الزوجين يحب الرب، فيمكنهما معًا طلب إرشاد الله ومواجهة هذه المحنة كما يواجهان غيرها من المواقف الصعبة. ولكن إذا أصرّ الشريك الذي أعلن عن ميوله على التصرف بناءً على تلك الرغبات، فهو ينتهك عهد الزواج. ولا ينبغي للزوج أو الزوجة أن يُطالَب بإقرار الزنا، وعندها يكون الانفصال أو الطلاق هو المسار المناسب.
English
أعلن زوجي/زوجتي أنه/أنها مثلي/مثلية. ماذا يجب أن أفعل؟
