settings icon
share icon
السؤال

هل الإباحية الأخلاقية أقل خطيئة؟

الجواب


تشير عبارة "الإباحية الأخلاقية" إلى محاولات لوضع معايير أكثر أمانًا وعدلاً ضمن صناعة الإباحية. فقد كان الاستغلال الجسدي، والاستغلال المالي، وظروف العمل غير الآمنة من الأمور الشائعة في هذه الصناعة. ورغم أن تقليل الأذى والظلم يُعد أمرًا إيجابيًا، إلا أن الإباحية الأخلاقية ليست أقل خطيئة. فالإباحية تبقى خاطئة، بغضّ النظر عن المعايير المهنية التي تُنتَج ضمنها.

الإباحية خطيئة لأنها تُثير الشهوة، وهي أمر يحرّمه الله (يعقوب 1: 14–15؛ متى 5: 28). بحسب الكتاب المقدس، الشهوة هي رغبة غير طاهرة في القلب. وغالبًا ما تبدأ الرغبة الجنسية غير الطاهرة برؤية صور غير لائقة، مما يؤدي إلى أفكار وأفعال آثمة. وإدراكًا لهذا الخطر، قال أيوب: "عَهْدًا قَطَعْتُ لِعَيْنَيَّ، فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ!" (أيوب 31: 1). بل إن الشهوة لا تتطلّب فعلًا جسديًا حتى تُعتبر خطيئة. يقول سفر الأمثال 6: 25: "لاَ تَشْتَهِ جَمَالَهَا فِي قَلْبِكَ، وَلاَ تَأْخُذْكَ بِهُدُبِهَا".

الإباحية الأخلاقية لا تُلغي عنصر الشهوة عند المشاهِد. فقد تتضمّن معايير جديدة في الصناعة، كالفحوصات المتكررة للأمراض المنقولة جنسيًا، وهذه خطوة قد تُساهم في تعزيز الصحة، لكنها لا تُغيّر سلوك المشاركين غير الأخلاقي، ولا تُقلّل من خطيئة مشاهدتها. فهذه التحسينات لا تُعالج جوهر المشكلة - أي الطبيعة الآثمة للإباحية نفسها.

ولتوضيح الفكرة، يمكن تشبيه ذلك بعبادة إله زائف، وهو أمر يُخالف الوصية الثانية (خروج 20: 3). لا يهم ما إذا كانت عبادة الأوثان تتم "بطريقة خطيرة" أو "بطريقة آمنة". فعلى سبيل المثال، كانت عبادة مولك في ديانة الكنعانيين تتضمّن أحيانًا تقديم الأطفال كذبائح (لاويين 18: 21). وإزالة القتل من هذه العبادة سيكون تقدُّمًا أخلاقيًا، لكنه لن يجعل عبادة مولك أقل خطيئة. وبالمثل، كان أتباع البعل يجرحون أنفسهم كعلامة على إخلاصهم (1 ملوك 18: 28). ورغم أن إزالة الأذى الذاتي من عبادتهم سيكون أمرًا أفضل، إلا أن عبادة البعل ستظل ممارسة غير مقدسة.

هذا المبدأ واضح أيضًا في شريعة الله لشعب إسرائيل، والتي منعت ممارسات مثل الدعارة الدينية. فقد ورد في التثنية 23: 17: "لاَ تَكُنْ زَانِيَةٌ مِنْ بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ، وَلاَ يَكُنْ مَأْبُونٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ". ويضيف في الآية 18 أنه لا يجوز تقديم أجرة هذه الممارسات للرب، حتى في إطار نذر. فالله يوضح أن الممارسات غير الأخلاقية لا يمكن تبريرها أو تقديسها مهما كانت الظروف أو الغاية.

سببٌ آخر لكون الإباحية الأخلاقية ليست أقل خطيئة هو أنها تُمجّد العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج. يُؤكّد الكتاب المقدس أن الله خصّ العلاقة الجنسية بالزواج فقط (متى 19: 5؛ أفسس 5: 31). وكل نشاط جنسي خارج الزواج يُعدّ خطية (خروج 20: 14؛ لاويين 18: 20).

وباختصار، فإن تحسين المعايير داخل صناعة الإباحية قد يبدو خطوة إيجابية، لكنه لا يُغيّر حقيقة أن الإباحية في ذاتها خطيئة. تصميم الله للعلاقة الجنسية يبقى هو الأفضل لتكريم الجسد والحفاظ عليه (1 كورنثوس 6: 19). وينبغي لمن يعملون في صناعة الإباحية، ولمن يستهلكونها، أن يُصغوا إلى تعليمات بولس الرسول. أولًا، يُحدّد ما يجب اجتنابه: "لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا" (1 تسالونيكي 4: 3). ثم يُقدّم توجيهًا عمليًا: "أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ فِي قَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ" (الآية 4). فالله يدعو المؤمنين للعيش وفق هذا المعيار، بحسب كلمات يسوع: "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (متى 5: 8).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

هل الإباحية الأخلاقية أقل خطيئة؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries