settings icon
share icon
السؤال

هل من الخطأ أن تُستخدم الطبول في الكنيسة؟

الجواب


في معظم الكنائس النامية اليوم، تُستخدم الآلات الموسيقية بجميع أنواعها، بما في ذلك الطبول، في العبادة. انتشار موسيقى العبادة الحديثة غذّى رغبة الكنائس المحلية في تقليد هذا الطابع الموسيقي في اجتماعاتها. فأصبحت الطبول والصنوج وسائر الآلات الإيقاعية جزءاً مألوفاً من خدمات العبادة. ومع ذلك، ليس الجميع مسرورين بهذا الاتجاه. فالبعض يتساءل: "هل هذا صحيح؟ هل من الخطأ وجود الطبول في الكنيسة؟"

للإجابة، يجب النظر إلى الاعتراضات. فقد اتجهت موسيقى العبادة الحديثة نحو نمط يُشبه موسيقى الفرق الغنائية الصاخبة. البعض يرى أن ارتفاع الصوت وسيطرة الإيقاع يعيقان العبادة الحقيقية التي قال يسوع إنها يجب أن تكون "بالروح والحق" (يوحنا 4: 24). ويرى آخرون أن الطبول نفسها تمثل كل ما هو غير مقدس في الموسيقى، وأنها لا تليق بالكنيسة. بعض الطوائف ترفض استخدام أي آلة موسيقية على الإطلاق في العبادة، مستشهدين بأن العهد الجديد لا يذكر استخدام الآلات في الكنيسة الأولى.

لكن يجب أن نحذر من وضع قواعد استناداً إلى صمت الكتاب. مجرد أن الكنيسة الأولى لم يُذكر أنها استخدمت الطبول أو الآلات لا يعني أنها رفضتها كمبدأ. معظم الكنائس الأولى كانت تجتمع في البيوت، بلا مبانٍ مخصصة للعبادة، وربما غاب استخدام الآلات لأسباب عملية كضيق المكان. كذلك لا نجد في الكتاب المقدس ذكراً للمقاعد أو المنابر أو الترانيم المطبوعة أو المسرح. عدم ذكرها لا يعني رفضها. الطبول الحديثة لم تُعرف إلا في أوائل القرن العشرين، ولو استخدمت الكنيسة الأولى الطبول لكانت أقرب إلى الدفوف الصغيرة سهلة الحمل.

كما يجب أن نتذكر أن العهد القديم كان "الكتاب المقدس" للكنيسة الأولى. وبالتالي كان المؤمنون الأوائل ينظمون عبادتهم بشكل شبيه بما عرفوه في الهيكل. والمزامير مليئة بالدعوة لتسبيح الرب بكل ما هو متاح (مزمور 81: 2؛ 98: 5؛ 150: 4). وبعد عبور البحر الأحمر، قادت مريم الشعب بالدف في التسبيح (خروج 15: 20). فمن غير المستبعد أن ينضم إليها من يضربون الطبول.

يكون استخدام الطبول خاطئاً إذا أصبحت محور الانتباه بدلاً من الله الذي نوجه إليه تسبيحنا. فإذا كان الإيقاع طاغياً يجذب الانتباه لذاته، فالطبول هنا تعيق العبادة بدلاً من أن تخدمها. لكن الأمر ذاته ينطبق على أي آلة موسيقية، سواء البيانو أو الأرغن. بل يمكن أن ينطبق على القادة أنفسهم إن سحبوا الأنظار إلى ذواتهم. المجد يجب أن يكون لله وحده. كثيراً ما يُنظر إلى الطبول بعين الريبة باعتبارها رمزاً للتساهل مع العالم، لكن هذا التفكير غير صحيح. الطبول ليست أفضل أو أسوأ من أي أداة جامدة أخرى.

رومية 14 وكورنثوس الأولى 8 تقدمان مبدأً جيداً يمكن تطبيقه على موضوع الطبول. يتناول بولس "المناطق الرمادية" التي قد يختلف فيها المؤمنون. وهي أمور لا يواجهها الكتاب مباشرة بل تتعلق بالقناعة الشخصية. خلاصة بولس أننا يجب أن نفعل كل شيء بالإيمان وضمير نقي. فإذا كان وجود الطبول يعيق قدرتنا على التركيز على المسيح، فقد لا تكون تلك الكنيسة مناسبة لنا. وإذا كنا لا نستطيع العبادة إلا بوجود الطبول، فربما نكون قد ضللنا في محور عبادتنا. فالطبول في ذاتها ليست صواباً ولا خطأً (رومية 14:14؛ كورنثوس الأولى 8: 9–13). لكن ما لا ينبع من الإيمان يصبح خطية لمن يشارك فيه (رومية 14: 23).

إذن، إن كان ضمير الشخص لا يسمح له بالعبادة في كنيسة تُستخدم فيها الطبول، فعليه أن يسأل الرب ويتبع قناعته. بالنسبة للبعض، قد تذكّرهم الطبول بحياة سابقة مليئة بالشرور المرتبطة بالموسيقى الصاخبة، وهؤلاء قد يحتاجون إلى جو أكثر هدوءاً للعبادة. المشكلة ليست في الطبول ذاتها، بل في الارتباط الذهني السلبي بها. ومن يخشى أن يعثر في إيمانه بسبب الطبول، الأفضل أن يتجنب تلك الخدمات (كورنثوس الأولى 8: 7–8). وفي الوقت نفسه، يجب أن يعترف بأن الطبول قد تساعد آخرين على التركيز أكثر في عظمة الله، وأنها يمكن أن تكون مرضية للرب (كورنثوس الأولى 10: 31).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

هل من الخطأ أن تُستخدم الطبول في الكنيسة؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries